أصدر معتصم ميرغني زاكي الدين والي شمال كردفان قراراً حمل الرقم (211) في أواخر العام الماضي ، نص القرار على تكوين لجنة عليا لملتقى الوفاق الوطني بمشاركة الأحزاب السياسية بالولاية وبرعاية عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية وإشراف معتصم زاكي الدين والي الولاية وبرئاسة الدرديري عثمان الشبكة . اللجنة بعد قرار تكوينها عقدت اجتماعاتها وكونت لجانها وباشرت عملها ووضعت أهم أهدافها التبصير بالاستهداف الإسرائيلي للسودان وتوحيد الجبهة الداخلية وصولاً للوفاق الوطني ، (ولايات) جلست إلى الدرديري عثمان الشبكة رئيس اللجنة العليا للوفاق الوطني ومعتمد شؤون الرئاسة والأمين العام لحزب الأمة - الإصلاح والتنمية بولاية شمال كردفان في حوار كان طابعه الصراحة والوضوح ، ولمَّا كان الرجل يحمل ثلاث صفات (رئيس اللجنة ، معتمد شؤون الرئاسة ، حزب الأمة - الإصلاح والتنمية) حاولنا أن نضع أسئلة تشمل المحاور الثلاثة فكانت إجاباته واضحة وصريحة وبصدر رحب، فإلى ما قال : *من أين نبعت فكرة اللجنة وما أهم أهدافها ؟ أتت الفكرة من معتصم زاكي الدين والي الولاية للتدافع الوطني لحلحلة قضايا الوطن ، كذلك من خلال النقاش الدائم بيننا وبينه والقوى السياسية المشاركة في حكومة القاعدة العريضة للخروج بالسودان من نفق الاستهداف وتبصير المواطن بمخاطر الاستهداف الإسرائيلي والسعي لتوحيد الجبهة الداخلية والمشاركة في صياغة وصناعة الدستور القادم وبناء على هذا أصدر قرارا رقم (212) بتاريخ 13/ ديسمبر / 2012م ، وفكرتنا أن نبدأ عمل اللجنة بالولاية ثم ننطلق به للولايات الأخرى حتى نحقق أهدافنا ، وبحمد الله اللجنة وجدت المباركة من رئاسة الجمهورية ويرعاها السيد عبد الرحمن المهدي ويشرف عليها والي شمال كردفان . واللجنة ضمت كافة القوى السياسية - عدا حزبي الشعبي والشيوعي - والطلاب ومنظمات المجتمع المدني . *مقاطعة : عدم مشاركة - الشعبي والشيوعي - في اللجنة ألا يضعف من فرص نجاحها خصوصاً وأنها أحزاب عريقة ولها قواعد جماهيرية ؟ كل الأحزاب التي تشارك في الملتقى لها جماهيرها ، وإخواننا في المؤتمر الشعبي عندما جلسنا معهم أيدوا الفكرة ولكنهم قالوا بأنهم لايستطيعون اتخاذ القرار إلا بالرجوع للمركز ، وهذه إحدى المشكلات التي تعاني منها تياراتنا السياسية بالبلاد ، أما الحزب الشيوعي فتحدثوا عن حكومة انتقالية ، وهذا بالنسبة لنا كلام مرفوض ، لأن الحكومة الحالية أتت بها صناديق الانتخابات ولابد أن تستكمل فترتها وفق الدستور . *من أهدافكم التبصير بالاستهداف الإسرائيلي للسودان ، مع العلم بأنه هدف قومي واستراتيجي واللجنة نبعت في ولاية ، البعض يقول إنه هروب من مشكلات الولاية وضعف التنمية والخدمات والتمرد وغيرها ؟ أريد أن أؤكد لك بأن ولاية شمال كردفان ولاية آمنة ومستقرة ، ومن أكثر الولايات بالسودان استقراراً من الناحية السياسية والأمنية والاجتماعية ، والذين يتحدثون عن هذه القضايا مجموعات كانت في المؤتمر الوطني وفقدت مواقعها وبالتالي فهؤلاء يريدون أن يفشلوا عمل اللجنة ، لأنها شملت معظم الأحزاب بالولاية وهو ما لا يعجب البعض ، ونحن نعتبر شمال كردفان ولاية اسناد حقيقية لجنوب كردفان ودارفور . ثم الاستهداف الإسرائيلي يُجمع حوله كل السودانيين وأحزابهم السياسية لأنه يريد تدمير هويتنا الإسلامية . *مقاطعة : هناك العشرات من المبادرات التي انطلقت ولكن سرعان ما باءت بالفشل ماهي الضمانات وفرص النجاح لاستمرار عمل اللجنة ؟ أولاً : الإرادة السياسية القوية جداً من قيادات القوى السياسية ، ثانياً : قوة الدفع الكبيرة من الأخ معتصم زاكي الدين والي الولاية ، وأكبر نجاح أن رئاسة اللجنة من أحزاب سياسية غير المؤتمر الوطني ، كذلك من إيماننا التام بأن قضايا الوطن لا تحل إلا بالحوار ، إضافة للحماس والتدافع الكبير الذي وجدناه في أنشطة اللجنة وتفاعلها مع قطاعات الولاية المختلفة . *هل من رؤية واضحة لاستيعاب الحركات المسلحة والمتمردة ضمن الأحزاب المشاركة في اللجنة ؟ عندما تحدثنا عن الوفاق تحدثنا عنه بشكل شامل ، وقضية الحركات المسلحة في تقديري الشخصي أنها حُسمت في الدوحة ، ووثيقة الدوحة تعتبر أكبر ضامن لحلحلة قضايا أهلنا في دارفور ، وسنحاور هذه الحركات وفق رؤية وطنية بعيداً عن شخصنة الأمور والذات . *مقاطعة : هنالك حركات مسلحة لا تعترف بوثيقة الدوحة ولم توقع عليها ؟ نحن لا نتحدث عن حركة بعينها أو حزب ما ، نحن نتحدث عن وطن كامل ، والواجب أن نتناسى جراحاتنا الماضية ونبدأ بروح جديدة والمحافظة على سودنة القضايا حتى نصل بها لبر الأمان . *مر على تكوين اللجنة أكثر من ثلاثة أشهر ولم نر لها أي انجاز حتى الآن ؟ أبداً ، منذ أن كُونت اللجنة عقدنا اجتماعاً ومؤتمراً صحافياً أدنا فيه ميثاق كمبالا - الفجر الجديد - الداعي لتمزيق وحدة البلاد ، وتوجهنا لمحليات الولاية المختلفة (أم روابة وبارا والنهود) ، ووجدنا إشادات من قيادات الأحزاب هناك، وسنمضي لكل المحليات لعقد اجتماعات نوعية مع قطاعات الطلاب والمرأة والشباب والمعلمين وغيرهم ، وسيكون ختام هذا العمل بتشريف عبد الرحمن المهدي مساعد رئيس الجمهورية ونفر من الوزراء . وحققنا أهداف اللجنة بنسبة أكثر من (95%) . ونرسل التحايا لكل الأحزاب بالولاية وحزب البعث والعدالة . *ولاية شمال كردفان بالرغم من قربها من مناطق الأحداث إلا أنها تشهد استقراراً نوعاً ما ، هذا الاستقرار لم يُستثمر للنهوض ببرامج التنمية والخدمات الضعيفة بالولاية ؟ أنا لا أقول ان التنمية ضعيفة ، فالتنمية تسير وفق الظروف التي نعلمها جميعاً ، وبجهود الأخ الوالي هنالك تنمية حقيقية بالولاية فمثلاً على مستوى الصحة فهناك المستشفى المرجعي الذي تبرع به الأخ الرئيس للولاية ، كذلك مستشفى الضمان الإجتماعي بتكلفة 1.7 مليار ، وهنالك عمل بالمركز التشخيصي ومعمل مركزي ، أما في إطار وزارة الشؤون الاجتماعية أقمنا برامج لمعالجة البطالة والزواج الجماعي وكفالة الأيتام ، أيضاً في مجال التعليم والكهرباء ، الأبيض معروف أنها كانت تعاني من الكهرباء والآن ارتفعت من 14 ميقاواط إلى 250 ميقاواط ، ووقعنا عقدا مع بنك المال المتحد بكلفة 33 مليار لإنارة كل أحياء الأبيض والأرياف والخط الناقل من سد مروي الآن تجاوز الأبيض واتجه نحو الخوي وأبو زبد والنهود ، أما في التخطيط العمراني فلأول مرة منذ الاستقلال توزع خطة اسكانية بالولاية ، أما في جانب المياه لدينا دراسة اكتملت الآن وستمول من دولة الصين الشقيقة ، والمياه في الريف لا توجد بها مشكلة ولدينا أكثر من 500 (دونكي) ، والآن نعالج في الخط الناقل للأبيض ، ولدينا إشكال في الشبكة الداخلية وساعين لحله بإذن الله ، وستحل كل مشكلات المياه بالولاية في المؤتمر المزمع انعقاده في المملكة العربية السعودية قريباً . *ماذا عن خور أبو حبل الزراعي ؟ المشروع في بدايته كان يتبع للولاية مباشرة ، أما الآن فأصبح مشروعاً قومياً يتبع للوزارة الاتحادية ، وقدمت حوله دراسات عديدة وتقدمت شركة سويدية لعمل دراسة لإنشاء سد على الخور . *هناك أصوات في الولاية والمركز تنادي بإنشاء ولاية النهود وولاية غرب كردفان وتكون عاصمتها الفولة. ما قولك ؟ لابد لي أن أحيي أهلنا في المحليات الغربية التي جاءت نازحة لشمال كردفان في ظل ظروف سياسية معروفة آنذاك أدت لتذويب ولاية غرب كردفان ، وأعتقد أن عودة ولاية غرب كردفان هو التزام سياسي من الأخ رئيس الجمهورية ، ومن حق أهلنا في النهود المطالبة بولاية وهو حق متاح ، والدستور القادم سيحسم كل هذه الأسئلة ، ونحن مع إنشاء ولاية غرب كردفان في إطار وحدة الصف . *مقاطعة : أليست هناك معايير وأسس معينة لإنشاء ولاية جديدة ؟ ألا يعتبر هذا تبديداً للمال العام لأنك ستعين والياً وحكومة ووزراء ومعتمدين ؟ كما ذكرت لك غرب كردفان كانت موجودة أصلاً وذوبت ، ولها إمكانات مادية وبشرية تفوق بها كثير من الولايات الحالية ، ونحن مع مراجعة الحكم الاتحادي عموماً في إطار رؤية جديدة . *أصبحنا نعاني من قبلية مستفحلة برأيك ما الذي أدى لتأجيج القبيلة في السودان ؟ تأجيج الجهوية والقبلية بالسودان يرجع لضعف الأحزاب السياسية باعتبارها مواعين للفكر وطاردة للقبيلة والجهوية ، وكلما كانت الأحزاب السياسية قوية وتمارس الديمقراطية داخل مؤسستها لن يكون هنالك حديث عن قبيلة أو جهة ، وضعف القوى السياسية أدى لبروز القبيلة والجهوية بشكلها القبيح، وهو يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا ، ونحن نحترم القبلية ، والقبيلة ما ذكرت في القرآن الكريم إلا للتعارف ، ونحن ننادي بممارسة الديمقراطية عبر أحزاب تضطلع بدورها تجاه الوطن وتجاه حقوق الإنسان بدون التعصب للقبيلة . *البعض يقول إن معتصم زاكي الدين لا يعتبر الآن رجل المرحلة وهو غير مناسب لقيادة الولاية ، وهنالك صراعات كثيرة حول منصبه ؟ قال مقتضباً : - شوف يا زول أنا حأتكلم معاك بمنتهى الأمانة - معتصم أنا أعرفه وهو من كوادر الحركة الإسلامية الصادقة والنادرة جداً ، رجل يقبل الآخر ويمارس الديمقراطية في نفسه وداخل مؤسسته ، وهو صاحب تجربة ثرة جداً عبر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ، ثم أنه أتى عبر انتخابات وقدمه المؤتمر الوطني ، ولم يصوت له المؤتمر الوطني وحده وإنما صوت له مواطنو شمال كردفان ، وللأسف هنالك مجموعة داخل المؤتمر الوطني لا تتعدى أصابع اليد عندما فقدوا مواقعهم وتحديداً (الظروف) التي تعوَّد بعض الولاة إعطاءها بعض القيادات قامت الحمى تجاهه ، ومعتصم يعتبر من أنزه الولاة الذين مروا على شمال كردفان . وأدعو إخواننا في المؤتمر الوطني أن يتصالحوا مع أنفسهم وأن يحلحلوا قضاياهم داخل مؤسساتهم وليس في الهواء الطلق ليكيلوا الاتهامات والتجريح لشخص أعتقد أنه قدم تجربة ممتازة جداً في العمل الإسلامي والحكومي بالولاية وعلى مستوى حزبه المؤتمر الوطني ، ومعتصم كان أميناً للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بالولاية وبالتالي هو خرج من هذه المنظومة ، ومعتصم يجد الاحترام والتقدير من جميع الأحراب السياسية بشمال كردفان بدرجة عالية لأنه رجل صادق وأمين . *مقاطعة : من سترشح إذا ذهب معتصم ميرغني زاكي الدين ؟ على مستواي الشخصي فأنا حزب سياسي أيضاً وقد ندفع بأحد القيادات للترشح لمنصب الوالي ، لكن في إطار الشراكة بيننا والمؤتمر الوطني فالذي يأتي به المؤتمر الوطني عبر مؤسساته سنقف معه ونسنده . *طريق أم درمان بارا طال انتظاره ؟ يعتبر حلما لجميع سكان شمال كردفان ولظروف سياسية واقتصادية تأخر العمل فيه ، وطريق أم درمان بارا أصبح واقعاً لاهتمام القيادة السياسية به ، والآن حسب معلوماتنا ومتابعاتنا مع الأخ الوزير أحمد بابكر نهار كل الإجراءات اكتملت واقترب أوانه . *حزب الأمة الآن به أكثر من ستة أجنحة ، وأنتم في مبادرتكم تنادون بلم الشمل ، أليس من الأولى بالنسبة لكم لملمة شمل حزب الأمة أولاً ثم الالتفات للأحزاب الأخرى ؟ نحن عندما قُدنا طريق الاصلاح والتجديد في 18 فبراير 2002م ، قصدنا بالإصلاح والتجديد إصلاح مسارنا السياسي والتنظيمي وتجديد الرؤى والفكر ، وحزب الأمة الذي أسسه الإمام عبد الرحمن المهدي عام 1945م السبب الأساسي في تفتيته هو الإمام الصادق المهدي ، وقاصمة الظهر كانت الشراكة في السلطة ، ونحن شاركنا وفق رؤية حزبية ارتضينا بها وفق الواقع السياسي عبر نداء الوطن ، الأخ مبارك المهدي من خلال قيادته لحزب الإصلاح والتجديد لم يحسن قيادة الحزب آنذاك وبالتالي أدخل نفسه في نفق مظلم ، والآن الأخ الزهاوي يقود الحزب بخبرته وممارسته السياسية الثرة ، ونحن نعتقد أن التعامل في السياسة ليس بالحب ولا الكراهية ، وإنما بالاستطاعة ، ونحن والحمد لله قدمنا تجربة وطنية مشرفة ، وقناعتنا أن القوة في الوحدة ونحن ساعين للملمة أطراف أجنحة حزب الأمة ليصبح بوتقة واحدة كما أسسه الإمام عبد الرحمن . *مقاطعة : قلت إن الصادق المهدي قد تسبب في تفتيت حزب الأمة ، هل إذا غادر الصادق المهدي سيتوحد الحزب ؟ أجاب بحدَّة : - شوف - الصادق المهدي بالرغم من أنه أسهم في هذا التفتيت إلا أنه رجل سياسي له مساهماته التي لا يمكن إخفاؤها ، لكن الصادق مشكلته أنه لا يتخذ القرار في الوقت المناسب ، ونحن بحاجة لقيادة سياسية واعية ومدركة بما يدور في السودان . *مقاطعة : لم تجاوبني : إذا غادر الصادق المهدي هل سيتوحد حزب الأمة ؟ نعم ، بالتأكيد . *هل يمكن أن تلتقي بالصادق المهدي ؟ وماذا ستقول له ؟ الصادق المهدي رجل أحترمه وله دور سياسي كبير في السودان ، وأنا أنصاري في المقام الأول قبل أن أكون حزب أمة ، والصادق له مساهمات في إثراء طائفة الأنصار ، وتجمعنا المناسبات الاجتماعية كطبيعة الشعب السوداني ، وتربطنا علاقة متميزة جداً مع ابنه الأخ عبد الرحمن الصادق مساعد رئيس الجمهورية . وأقول للإمام الصادق المهدي : أنت رجل لك جهد وطني كبير ، لكن ما يعيبك عدم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب . *العلاقة بينكم كأحزاب أمة مضطربة نوعاً ما ؟ بالعكس ، هنالك علاقة يسودها الاحترام والتقدير ، فنحن كنا جسم واحد .