أصدر سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان أمس الأول، مرسوماً رئاسياً علّق به السلطات التنفيذية لنائبه د. رياك مشار. وترك القرار، الذي بثه التلفزيون الرسمي، لنائب الرئيس ما سماه بالسلطات الإدارية دون تحديد نوعية تلك السلطات. ولم يذكر المرسوم الرئاسي حسب (سكاي نيوز) أمس الأسباب التي أدت لاتخاذ القرار الذي اعتبره الكثيرون مفاجئاً. وفي السياق، أصدر سلفا، قراراً آخر حل بموجبه لجنة المصالحة الوطنية التي قام بتكوينها مشار في وقت سابق. وقال برنابا بنجامين وزير الإعلام بدولة الجنوب، الناطق باسم الحكومة، إن الرئيس سلفا كير استخدم سلطاته وفقاً للدستور. وأشار إلى أن كير استرجع صلاحيات كان قد أعطاها لنائبه في فترة كان منشغلاً فيها ببعض الأمور في الدولة. وأكد برنابا أن مشار ما زال نائباً للرئيس حسب الدستور، وأن القرار الذي أصدره سلفا بشأن تجميد سلطاته التنفيذية لن يؤثر في سير دولاب العمل بالدولة. وقال إن ما أثاره البعض حول وجود خلافات بين الرئيس ونائبه ورغبة الأخير في الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة لا علاقة له بقرارات الرئيس الأخيرة من قريب أو بعيد. وعلى الصعيد، علمت (الرأي العام)، أن التطورات التي شهدتها دولة جنوب السودان أمس الأول، بتجميد الرئيس سلفا كير لبعض مهام ونشاطات نائبه د. رياك مشار، قد تؤجل بعض مواقيت الزيارات لبعض المسؤولين الجنوبيين إلى الخرطوم والمقررة خلال الفترة المقبلة، وأوضحت مصادر مطلعة أن جوبا ستكون مشغولة خلال هذه الأيام بالترتيبات الداخلية، وأكدت المصادر رفض دولة الجنوب لوجود رأسين في الحكم. فيما عزا مصدر دبلوماسي مطلع، تأخر وصول وفد دولة الجنوب الذي كان مقرراً أن يصل للخرطوم خلال هذين اليومين لبعض الترتيبات الإدارية أو المالية، واستبعد أن يكون ما حدث من إجراءات اتخذها رئيس دولة الجنوب سبباً في التأخير. وأوضح المصدر ل (الرأي العام) أمس، أن وفداً كبيراً من وزارة الطاقة في دولة الجنوب كان يفترض أن يستخرج تأشيرات الدخول من سفارة السودان في جوبا، إلا أن السفارة لم تتسلم أيا من جوازات أعضاء الوفد حتى مساء أمس. من جانبه، نفى د. ربيع عبد العاطي عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، أن يكون لتقليص صلاحيات رياك مشار تأثير خارجي خاصة على السودان، وقال إنها مسألة داخلية خاصة بجنوب السودان لا علاقة لها بالخارج، وأضاف ل (الرأي العام) أمس: الخطوة لا علاقة لها بالسودان وهي قضية داخلية، وأوضح أن القبيلة لا تزال تلعب دوراً في الجنوب، وأن سلفا كير يحاول إعطاء الشكل القومي لحكومته بعيداً عن المُوازنات القبلية، وعزا تقليص صلاحيات مشار لوجود مراكز قوى جنوبية غير راضية عن منصب مشار.