من حكمة الله عز وجل أن يخلق البشر في ألوان مختلفة وألسنة مختلفة وايضا طباع مختلفة .. والطباع بلغة علم النفس تعني سمات الشخصية اي الصفات الدائمة المستمرة التي تميز الانسان .. وكل شخصية تتكون من مجموعة سمات ، فهناك سمات معتدلة واخرى متطرفة حفيفة البخل ، والبخل درجات قد يكون بسيطا او شديدا وكذلك الكرم . السمات المتطرفة تكون ما يسمى بالشخصية المضطربة وهي تبدأ صاحبها منذ الصغر ومن امثلتها الشخصية ضد المجتمع .. وتتصف بالكذب والسرقة والنصب والخداع وخيانة الامانة والقسوة والتملق بجانب البعد عن القيم والدين والعواطف ، وتفعل أي شيء للوصول الى اهدافها (فالغاية تبرر الوسيلة ) ، وهي تتجه نحو تلبية الغريزة وكل اهتماماتها تلبية الاهداف المقدسة لديها (مال ? جنس ? سلطة ) ، وقد تكون هذه الشخصية ذكية تنجح في إخفاء الوجه القبيح وترتدي قناع الطهر والبراءة والشرف وتسمى حينئذ (السكيوباتي المبدع ) ، وهناك الشخصية الاضطهادية (البارنويه) وتتميز بالشك وسوء النية والغرور والتعالي والحساسية الزائدة والتأويل والتفسير الخاطئ للكلمات والحركات والمواقف .. وعدم إحترام مشاعر الآخرين. فالزوجة تعاني من زوجها بالشك الدائم ، والمرؤوس يعاني من رئيسه الذي لا يرضى عنه على الاطلاق. وتظن هذه الشخصية انها افضل من كل الزملاء والناس حولها . وهناك الشخصية الهيستيرية وتكثر بين النساء ، وتتصف بالانانية والسطحية وحب المظاهر والمبالغة وهي شخصية متغلبة انفعالية تتأرجح بين الحماس الشديد لشيء ما ثم الفتور الشديد تجاه نفس الشيء ، أما الشخصية غير الناضجة انفعاليا وهي اقرب للشخصية الهيسترية فهي تنفعل انفعالا صارخا في المواقف البسيطة وحجم الانفعال لا يتلاءم مع حجم الموقف وعادة ما يصفه الناس بانه (طيب ولكن عصبي ) ، ولا ننسى الشخصية القهرية التي تحب النظام والروتين والترتيب والنظافة والدقة والأمانة والضمير اليقظ لا يميل ولا يجامل ولا يغير رأيه بسهولة ، والمشكلة تظهر بوضوح بين الزوج والزوجة اذا احداهما ذا شخصية قهرية والآخر ذا شخصية هستيرية مثلا الصدام في هذه الحالة حتمي وشبه دموي ومرهق لكل الطرفين .. فاذا كنت ذا شخصية قهرية احذر الشخصية الهستيرية لا تتخذها زوجا أو رفيقا أو شريك تجارة أو زميل عمل ، وبالرغم من عدم مرونة الشخصية القهرية وحدتها إلا ان التعايش والتعامل معها يدعو للطمأنينة والثقة .