لا تزال الأوضاع الانسانية السيئة تخيم على القرى والمناطق التي اجتاحها متمردو ما يسمى بالجبهة الثورية بمنطقة ابو كرشولا وقراها, وآلاف المواطنين يلهثون عطشا في العراء حسب محمد القديل الذي تحدث ل (الرأي العام ) من منطقة حلة ابراهيم القريبة من ابو كرشولا, وقال محمد في مكالمة هاتفية ان مئات المواطنين تائهون في العراء ويعيشون أوضاعا سيئة تحت اشجار (الكتر) من بينهم اطفال ومسنون ونساء واضاف بانهم الآن يمشطون المناطق المتاخمة لمحلية ابو كرشولا بحثا عن المفقودين وان نحو (40) سيارة تحمل الفارين من هجمات المتمردين وصلت (الرهد ابو دكنة ) بحالة سيئة ودعا محمد السلطات لمساعدة المواطنين , واشار الى ان قوات التمرد لا تزال تعيث داخل ابو كرشولا نهبا وقتلا لرموز المؤتمر الوطني وقال القيادي موسي ادريس النور ان المواطنين يهيمون في العراء وتطاردهم فلول التمرد , ومن العراء بشمال شرق ابو كرشولا ارسل المواطن محمد فرح نداء عاجلا الى السلطات بالإسراع لإنقاذ المواطنين المرضى والمصابين والجوعى وقال ل (الرأي العام ) بانهم منذ يومين يسيرون بين الأشجار للنجاة من فلول التمرد التي تطارد المواطنين وأردف ان المنطقة أصبحت خالية تماما من المواطنين الذين نزحوا الى الرهد. معسكر للنازحين بالرهد ووصف المواطن موسى ادريس الأوضاع الانسانية بمعسكر النازحين بالرهد بالمزرية وقال ل (الرأي العام ) ان نحو (4) آلاف نازح وصلوا الى مدينة الرهد سيرا على الإقدام وعلى ظهور الحمير وعربات الكارو في حالة سيئة من بينهم مصابون وأضاف ان عدد المفقودين يفوق النازحين بثلاثة أضعاف وناشد الدولة بضرورة التدخل العاجل لانقاذ المفقودين, واشاد موسي بمواطني الرهد أبو دكنة لوقفتهم الانسانية مع النازحين وقال ان سكان الرهد أحسنوا استضافة الفارين من عدوان الجبهة الثورية ووفروا مأوى وطعاما لهم وفتحت مدرسة أبوابها للنازحين لايوائهم , جثث في الشوارع وصف المواطن محمد عثمان محمد عبد الرحيم الذي وصل معسكر النازحين بالرهد من ابو كرشولا امس مشاهد العنف والقتل والنهب الذي شاهدها بام عينه إبان عدوان المتمردين على منطقة ابو كرشولا بالمرعب وقال انه لم يكن يتوقع ان يعيش وضعا كهذا ومضى بانه هرب بعد ان أصيب ب (6) طلقات في قدمه وحمله أهله الى الرهد في حالة سيئة ولم يتذوق طعاما منذ يومين , وفيما يتعلق بالأوضاع داخل المدينة قال ان الاوضاع الانسانية سيئة بعد نهب الدكاكين ومخازن الغلال وان كل سكان المدينة نفذوا بجلدهم من جحيم المعتدين بملابسهم التي يرتدونها ,وتركوا كل شئ وراءهم حتى انهم لم يتمكنوا من دفن الشهداء الذي سقطوا برصاص القوات المعتدية وقال إن الجثث متناثرة في الشارع وما زال هناك الكثير جدا من المواطنين في العراء يحتاجون لمن ينقذهم , واضاف أناشد الحكومة بإنقاذ الاحياء التائهين في المنطقة , وزاد (نحن نحتاج الى اسعافات وغذاء ) استياء قيادات ابو كرشولا وفي تطور لاحق للأحداث عقدت قيادات ومسئولي منطقة ابو كرشولا وقياداتها السياسية والاهلية والشعبية اجتماعا بالخرطوم أمنوا خلاله على تنشيط أبناء المنطقة للمساعدة في البحث عن المفقودين في العراء و يقدر عددهم بنحو (1500) مواطن حتى مساء اليوم الثاني من الاعتداء , ولا تزال الاعداد الحقيقية غير معروفة , وقال القيادي اسماعيل محمد ان المواطنين في ابو كرشولا يعيشون أوضاعا انسانية سيئة للغاية وانهم ما زالوا يجهلون الأعداد الحقيقية للمفقودين والقتلى وطالب الحكومة باغاثة المطاردين من فلول التمرد في تخوم جنوب كردفان , وقال حسب الأخبار الواردة ان عددا كبيرا في العراء تطاردهم قوات التمرد والطابور الخامس , واعرب عن أسفه لما يحدث في المنطقة من تجاهل من سلطات شمال كردفان وعدم تحرك القوات النظامية ووزارة الصحة لاسعاف الجرحى والبحث عن المفقودين وقال اسماعيل ان أهالي المنطقة قرروا تسيير حملة بحث عن المفقودين بأنفسهم بعد ان اصابهم اليأس من تحرك سلطات شمال كردفان لإنقاذ المواطنين واسعاف الجرحى واغاثة النازحين الذي يعيشون على مكرمات اهالي الرهد . وفيما يختص بالخسائر في الأرواح ذكر والي ولاية شمال كردفان بأن شهداء أم روابة سبعة -أربعة من الشرطة وثلاثة من المواطنين- وقامت حكومة الولاية بزيارات لأسر الشهداء لتقديم واجب العزاء ، وزارت خلوة الشيخ محمد عبد الله (بمنطقة الله كريم) التي تعرضت للاعتداء والخلوة عامرة وتعمل الآن بكامل أركانها عدا عربة واحدة تم تدميرها بجانب خسائر طفيفة في مبنى الخلوة. وحول عدم اتخاذ إجراءات احترازية بالولاية قبل الهجوم قال السيد والي الولاية بأن الولاية لديها معلومات قبل يومين من الهجوم وتم اتخاذ الترتيبات اللازمة لتأمين الولاية من جهة جبل الداير وخور الرهد حيث تم الهجوم على العدو من خلال تلك المواقع ودخل العدو بعدد 50-80 عربة لاندكروزر يحمل أسلحة ثقيلة (أر.بي .جي - قاذفات - دوشكا - قرنوف).