لا يزال قطاع من سكان منطقة بحري بالخرطوم يعانون من أطول عملية صيانة لجسر النيل الأزرق والتي ستستمر إلى سنوات، وعانى أهل الخرطوم كثيراً من موقع المواصلات في وسطها والذي عُرف بموقف كركر ومنطقة جاكسون. اليوم تريد ولاية الخرطوم أن تكرّر ذات المشهد في منطقة محدودة المساحة، عظيمة الأثر على كل مناطق الوسط وما حولها وما يرتبط بها. دفعة واحدة سيبدأ العمل في الموقف الجديد بمحطة شروني الجديدة توصّلت إليها الولاية برسومات في الصحف من العسير أن تكون هادية وكافية ليتعرّف روّاد الطريق على المداخل والمخارج من واقع رسومات صحفيّة. سبق أن أدى توقف قطار غرب هذه المنطقة إلى أزمة وتوقف في السير في كل وسط الخرطوم. اليوم ومع هذه البداية لتحوُّل عسير لا تريد ولاية الخرطوم أن تبقى الناس والسيارات والراجلون على أمر واحد، فقد أتبعته بقرار أوقف التحرك والسير في شارع السّيّد عبد الرحمن وهو الشّارع الذي يقع تَالياً لموقع الموقف الجديد وهو من أكبر الشوارع في وسط المدينة وبذات النهج في الإصلاحات والصيانات طويلة الأمد تحدّد أن تمتد عمليات هذا الطريق الحيوي لمدة شهر كامل وهو وحده كفيلٌ بخلق أزمة واسعة، إذا أُضيف إليه عملٌ يبدأ في ذات الوقت في كل السيارات الكبيرة والمتوسطة التي تحمل أعداداً كبيرة من المواطنين. ظننا أنّ الذي كتب وقيل عن صيانة كوبري النيل الأزرق ستدفع الولاية إلى مراعاة مشاكل وأزمات مواطنيها في قلبها وانها ستعمل من بعد كما يجري في كل بلاد الدنيا وكما يتطلّبه العمل العقلاني المرشد بأن تتم عمليات الإصلاح والصيانة للطرق خَاصّةً في مساراتها المُهمّة والمؤثرة في المواقيت التي يقل فيها الاستخدام. نبوءات من الإرصاد الجوي بارتفاع في درجات الحرارة وخطوات من الولاية تبقي الناس ساعات النهار القاسية وهم يزحفون بالسيارات والأرجل لمن يريد المفر في وسط المدينة المائج الهائج أصلاً. يا ولاية الخرطوم قديماً قال شاعر عربي: ولو كان سهم واحد لاحتملته ولكنه سهم وثان وثالث قلِّلوا سهامكم التي تصيب مواطنيكم