انتقد بروفيسور إبراهيم غندور أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني، رئيس وفد التفاوض مع قطاع الشمال، بيان سفارة الولاياتالمتحدة في الخرطوم حول أحداث شمال وجنوب كردفان، ووصفه بأنّه غير عادل، وساوى بين حق الدولة في حماية المواطنين وحركات التمرد في ترويع الآمنين، وقال: لم نجد في البيان إدانةً واضحة لما حدث من قبل التمرد وإنه أمر غير مقبول. وقال غندور في برنامج (مؤتمر إذاعي) أمس، إنّهم لم يقبلوا الدعوة لزيارة واشنطن بصورة نهائية، وإنه لم يتم تحديد الأجندة، ونوّه لعدم الحاجة إلى منبر آخر لمناقشة القضايا، وأكد أنه لا مجال لفتح أي منبر آخر غير ما هو متاح في أديس أبابا، ولا مجال لحوارات مع قطاع الشمال في أي مكان إلاّ إذا كان البديل داخل البلاد، وقال إن الوفد سيعتذر عن لقاء مالك عقار رئيس الحركة الشعبية في واشنطن، وأكد أن القوات المسلحة ستقوم بواجبها كاملاً ضد تلك الحركات، وأبدى عدم سعادته بتولي رئاسة وفد التفاوض، وقال: (أنا لست سعيداً بذلك)، لكنه أبدى ثقته في أن يتحقق السلام. وأوضح غندور أنه ليس لحركة التمرد وجود بالنيل الأزرق إلاّ على الحدود مع جنوب السودان وأثيوبيا، وأوضح أن ما قامت به الجبهة الثورية في (أبو كرشولا) و(أم روابة) كان متوقعاً، ووصفه بأنّه من الأعمال الإرهابية. واعتبر غندور الجبهة الثورية خليطاً من قطّاع الطرق وبعض أصحاب الأجندة السياسية والخارجية، اجتمعت ووجدت سنداً من جهات كثيرة أغلبها في الخارج، وأكّد أنّ هدف العدوان بعث رسائل منها الفرقعة الإعلامية وتثبيت أنفسهم، خاصةً وأنّ الهجوم تلى الاتفاق مع دولة الجنوب، وأرادوا أن يبيِّنوا أن الاتفاقية لا تعني لهم شيئاً كما قالها ياسر عرمان رئيس وفد القطاع، وقال غندور إنّ الهجوم استهدافٌ للعلاقات بين دولتي السودان. ونوه غندور إلى أن المواقف الدولية أدانت العدوان، وقال إنّ الحكومة بدأت تحريك إجراءات لمجلس الأمن الدولي عبر الخارجية ضد المتمردين، وشدّد على أنه يجب أن تتحرك هذه الإدانة وتصل مرحلة العقوبة، وقال إنّ الخارجية ملّكت الجهات المعنية والمنظمات الإقليمية والدولية جزءاً من الوثائق التي بدأت تصل إليها، وإنّ مندوب السودان لدى مجلس الأمن الدولي قدّم الإفادات بصورة قوية وواضحة أشار فيها لانتهاكات الحَركات الأمر الذي قام بموجبه مجلس الأمن بالإدانة. وأكد غندور أن الأجندة التي يحملها قطاع الشمال لا علاقة لها بقضايا المنطقتين، وقال إنهم أكدوا أن المشكلة ليست في المنطقتين، وإنّما في التشكيل الحكومي، ولفت إلى أن هدفهم من ذلك مُحاولة إعادة نيفاشا، خاصةً وأنّ السودان في قلب المعركة العالمية لتقسيم أفريقيا والمنطقة العربية، لكنه شدّد على أن المواجهة الوحيدة للاستهداف وحدة أهل السودان وقواه السياسية في الداخل، وقال: (إذا تفتت السودان فلن يجد سياسي بلداً يحكمه)، وأضاف بأنّ المواطن أكثر وعياً من كثير من القيادات السياسية، ودعا القوى السياسية للجلوس إلى طاولة الحوار وتشريح القضية.