موقف الجزائري نور الدين ذكرى مدرب فريق الأهلي شندي من قرارات مجلس إدارة النادي الأخيرة يستحق أن نرفع له قبعة الاحترام ، فقد أعلن الرجل بوضوح رفضه لقرار المجلس بتعيين المدرب الوطني الفاتح النقر مدربا للفريق في مباراته الأفريقية أمام الإسماعيلي المصري ، بعد قرار «كاف» بإيقافه ، وفضّل إشراف المدرب العام الجقر على الفريق ، وهو الوضع الطبيعي ، ولكن إدارة النادي أو الراعي صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في تفاصيل النادي، قرروا بتدخل سافر في الشأن الفني واختيار النقر، والذي لا أدري كيف ارتضى لنفسه وهو المدرب صاحب الاسم والتاريخ بهذا الوضع الغريب ، فأي مدرب يحترم اسمه ومسيرته في التدريب لن يقبل بذلك ، والنقر تحديداً لن يقبل في حال تبدلت الأدوار وعاش وضعا مشابهاً مع الأهلي شندي ، فقررت الإدارة اختيار الديبة مدرباً لمباراة واحدة . وأرى أن موقف نور الدين ذكرى فضح حجم الفوضى والعشوائية داخل هذا النادي ، وها هو الرجل يؤكد أكثر وأكثر احترامه لذاته ولاسمه في عالم التدريب ، ويرفض المثول أمام لجنة التحقيق التي أعلن مجلس الإدارة تحويله إليها بعد فضيحة الإسماعيلية الإدارية ، مع العلم أن من يحتاج للجنة تحقيق هو من أصدر القرار المهزلة بتكليف الفاتح النقر في وجود مدرب عام. السؤال الذي يطرح نفسه ماذا سيفعل مجلس إدارة الأهلي شندي في حال أصر المدرب الجزائري نور الدين ذكرى على عدم المثول أمام لجنة التحقيق ؟ ولأن القرار ليس في يد المجلس دعونا ننتظر موقف الراعي الرسمي للنادي من هذه القضية، فقد يفاجئنا مثل ما فعل مع الكوكي عقب مغادرته وتعاقده مع نادي المريخ أنه لم يسهم بشئ في مسيرة النادي الكروية ، وكل الإنجازات التي ظهرت في الدوري الممتاز والبطولة الأفريقية كان وراءها رقم صفر، ووجود الكوكي مع فريق الأهلي شندي ، كان من أجل الوقوف على الخط ليفعل ماذا؟ لا أحد يعرف سوى رقم صفر. لذا يجب ألاّ نستغرب إن خرج علينا رقم صفر غداً مؤكداً على أن فريق الأهلي أثبت أنه قادر على تقديم الأفضل بمدرب لكل مباراة أو بدون مدرب ، وأن نور الدين ذكرى لم يضف جديداً للفريق (تكرار لأسطوانة الكوكي) ، وإن كنت أتمنى ألا ينسى وقتها ما كتبه عن الرجل قبل الخلاف الحالي في حال أعلن موقفه، عندما وضعه في مرتبه أعلى بكثير من الكوكي مستنداً على سيرته الذاتية المحترمة . الفوضى الإدارية التي يعيشها الأهلي شندي والتي لا تعرف من الحاكم ومن المحكوم ، وما هو وضع مجلس الإدارة ؟ وما دخل الراعي الرسمي أو رقم صفر؟ يعيدنا إلى مشاهد عشناها كثيرا مع نادي الهلال في واحدة من أسوأ الفترات الإدارية في تاريخ النادي ، مع الفارق أن الراعي الرسمي في حالة الأهلي شندي كان الرئيس الرسمي مع الهلال ، ولكن تظل العقلية الإدارية هي ذات العقلية الإدارية التي لا تؤمن بالمؤسسية ، ولا تعرف سوى المزاج الشخصي استناداً على قاعدة (المتسول عنده واحد من حلين يا تديهو.. يا الله كريم)، وفي الرياضة بعد الفشل الجماعي لهجمة رجال المال تم تجميل القاعدة المذكورة لتصبح (من يدفع هو الذي يحكم). عموماً لا أتوقع تراجع المدرب الجزائري المحترم عن موقفه المبدئي في تقديري، فماذا سيحدث؟ هل سيتراجع رقم صفر ويفرض استمرار المدرب؟ أم أنه سيفرض إقالته؟ دعونا ننتظر ونتابع.