حذرت مصادر سياسية، من استمرار دعم دولة الجنوب لمتمردي الجبهة الثورية وحركات دارفور داخل الأراضي السودانية رغم اتفاقية التعاون المشترك بين السودان وجنوب السودان والمصفوفة التي أعلنت لتجاوز العقبات العالقة بين البلدين، فيما أكد جهاز الأمن والمخابرات الوطني، أن جوبا دعمت المتمردين ضد الخرطوم عقب اتفاق التعاون بأعداد من سيارات الدفع الرباعي سلمت اخيراً لحركة مني أركو مناوي ومتمردي قطاع الشمال، ويجرى الآن تسليم أعداد أخرى من السيارات لحركة العدل وعبد العزيز الحلو. ووفقاً للمصادر، فقد شمل الدعم توفير كميات من الأسلحة والذخائر واستمرار عمليات التدريب بمعسكري راجا وطمبرة ومنطقتي نيم وفارينق بولاية الوحدة في مسعى لتكوين قوة أخرى والدفع بها إلى داخل السودان، كما تم مع القوات التي هاجمت (أم روابة وأبو كرشولا)، وشمل الدعم توفير الوقود وفتح مستشفيات عسكرية داخل الجنوب لاستقبال جرحى المتمردين السودانيين. ووفقاً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، فإنّ حكومة جنوب السودان استخرجت وثائق سفر اضطرارية لعدد من جرحى حركات التمرد ممن تم إخلاؤهم من جنوب كردفان ونقلتهم إلى مستشفيات ببعض الدول الأفريقية، إضافةً لتخصيص منازل ببعض أحياء العاصمة جوبا لاستضافة قادة ميدانيين وعسكريين من حركات دارفور وقطاع الشمال، وأكد الجهاز أن حكومة الجنوب وفرت أموالاً لمقابلة قوات المتمرد عبد العزيز الحلو وقوات مني اركو مناوي، بجانب سماح سلطات جنوب السودان لقادة المتمردين السودانيين بالتحرك والوجود فى منطقة الجاو على الحدود بين ولايتي الوحدة وجنوب كردفان لتتحرك قيادات التمرد بين مناطق بانتيو وربكونا وفارينق وفنجق ونيم. ونقلاً عن المصادر نفسها، فإن الفريق ماج بول مسؤول الاستخبارات بالجيش الشعبي، يشرف على عمليات إمداد قوات الحركة الشعبية بالأسلحة والذخائر عبر منطقة الجاو ومعسكر ديدا للنازحين، حيث يتم إيصال الدعم لمتمردي قطاع الشمال باعتباره دعما للجبهة الثورية من أبناء النوبة بالخارج وفقاً لمصادر مقربة من الحلو. ودعا جهاز الأمن والمخابرات الوطني، حكومة الجنوب للكف عن التورط في دعم المتمردين السودانيين باعتبار أنه يهدد سير تنفيذ جميع اتفاقيات التعاون المشترك بين الخرطوموجوبا ويعيد الدولتين لمربع الحرب، ووفقاً للمصادر فإنّ الخرطوم سبق ولفتت نظر جوبا مراراً لخروقاتها بشأن دعم المتمردين مع تأكيدها على التزام السودان بإنفاذ ما يليه من التزامات تتعلق باتفاق التعاون والمصفوفة ببنودها الأمنية كافة أو تلك المرتبطة بملف النفط.