تعتبر ضغوط العمل واحدة من أمراض العصر الحديث ، وتم تسليط الضوء عليها مؤخرا بصورة لافتة وذلك لآثارها التي يترتب عليها ضعف الإنتاج، وتأثر الحالة النفسية والاجتماعية لمن يعاني منها ، وعادة لا ينتبه الشخص إلى هذا الأمر مع ظهور أعراضه التي تتمثل في عدة مظاهر منها : الضيق والتوتر لغير سبب ظاهر ، والانفعال لأقل الأسباب وكثرة الشكوى من العمل والحياة والمرؤوسين ، واضطرابات وقلة النوم ، وتأثر الحياة الزوجية وبعدها عن طبيعتها ، وتأثرالعلاقة مع الزملاء بالعمل والأصدقاء والأقارب ، وكذلك عدم الإحساس بالأمان والخوف من أشياء لم تكن مخيفة من قبل . وعادة ما تكون فترة التوتر والضغوط النفسية في قمتها في الفترة الصباحية عند الذهاب إلى العمل وتكون أكثر شدة في أول أيام الأسبوع ، وتقل في يوم الخميس حيث يشعر الشخص براحة نفسية عند نهاية الأسبوع. ولضغوط العمل عدة أسباب منها: عند الاندماج مع العمل وعدم مناسبة العمل للشخصية ومؤهلاتها وقدراتها ، حيث يرى الشخص أنه يستحق أكثر من تلك الوظيفة التي يعمل بها ، وأيضا قلة العائد المادي للوظيفة يشكل سبباً مباشراً لضغوط العمل ، وإحساس الشخص بعدم التوافق مع الزملاء بالعمل ، حيث يشعر بأنه مستهدف منهم وأنهم يستقصدونه وأن كل العمل يقع على عاتقه. وأيضا من أسباب ضغوط العمل استهداف الشخص من رؤسائه في العمل .. واحيانا يكون لعدم الترقية لفترات طويلة آثار تؤدي للضغوط وايضا العمل الشاق والمرهق طوال اليوم ، وايضا التعامل مع انماط مختلفة من الجمهور يشكل سببا لضغوط العمل كما اثبتت الدراسات مؤخرا.. وأحيانا يكون لنمط الشخص دور كبير في تنامي حجم ضغوط العمل ، فأحيانا تكون الشخصية الحساسة المصابة بالوساوس ترى وتتخيل أشياء غير موجودة على أرض الواقع مثل الاستهداف من الرؤساء والزملاء بالعمل ، وايضا بعض الضلالات تشكل دافعاً للاحساس بالضغوط في العمل وبالتالي تلعب نوعية الشخصية دورا مهما في الاصابة بضغط العمل ، وايضا إدمان العمل يشكل نوعا من الضغوط غير الظاهرة حيث يعمل البعض لفترات طويلة دون اخذ إجازات من العمل ، والشخصية المدمنة للعمل تتخيل ان العمل سيتوقف اذا أخذت اجازة ولو لفترة بسيطة . وكمدخل لعلاج الضغوط في العمل يجب اولا: دراسة نوع الشخصية ومن ثم الدخول لبيئة وظروف العمل المحيطة بالشخصية لإيجاد الحل.