أعلنت فاليري اموس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، أنّ الحركة الشعبية قطاع الشمال رفضت إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب في جنوب كردفان، وتطعيم الأطفال دون سن الخامسة من داء الشلل إلاّ عبر الحدود، فيما أكدت موافقة الحكومة السودانية على إيصال تلك المساعدات، وعبرت عن سرورها بسماح الخرطوم للمنظمة بتوصيل المساعدات في مناطق سيطرتها، وقالت إنها قلقة للغاية بشأن سلامة وسعة عيش المدنيين في المناطق المتأثرة والتي ليست تحت سيطرة الحكومة. ونفت اموس في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس، تلقيها ضمانات من الرئيس عمر البشير بالسماح لعودة منظمات تمّ طردها من قبل، وقالت إنّ الرئيس البشير والمسؤولين التزموا بأن يمضوا بأفضل الطرق لقضاء الحاجات الإنسانية، وألاّ تزداد المعسكرات والنازحين في دارفور، وأكدت بذل المنظمة قصارى جهدها لعدم زيادة المعسكرات في الإقليم. وفي السياق، حمّلت اموس، الجبهة الثورية مسؤولية التدهور الإنساني والجرائم التي وقعت بسبب الهجوم الأخير على مناطق بولايتي جنوب وشمال كردفان، وأدانت الهجمات بأشد العبارات، وقالت: صدمت لسماع تقارير مفصلة عن الهجمات الأخيرة على المدنيين، والبنية التحتية المدنية من قبل الجبهة الثورية في شمال وجنوب كردفان. وطالبت اموس، الحكومة وقطاع الشمال بوقف القتال لأسبوع واحد تتمكن خلاله المنظمة من تنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال لحوالي (150) ألف طفل دون سن الخامسة، وأوضحت أنه لا قيمة للقاحات عسكرياً، وأشارت إلى أنّ قطاع الشمال ما زال مصراً على أن يكون التطعيم من كينيا أو أثيوبيا وليس السودان، وأشارت إلى أنها ناقشت القضية مع البشير وقطاع الشمال، وتعهدت بلقاء الطرفين لمحاولة حل المشكلة لتكتمل حملة التطعيم بسرعة قبل موسم الأمطار، وقالت: سنضغط لوصول المساعدات لتلك المناطق. وأضافت: سندفع بالقضية للمانحين وهناك أوضاع في دارفور وجنوب كردفان وشرق السودان الذي وصفت الأوضاع فيه بأنها على حافة الخطر، وأشارت إلى أن المنظمة تلقت (29%) فقط من الأموال المطلوبة لمساعدة السودان في العام الحالي. وأبدت المبعوثة الأممية، أسفها لرؤية المعاناة في دارفور خلال زيارتها لمعسكر زمزم للنازحين، ونقلت شكوى امرأة بالمعسكر وصفت حالتها بأنها أشبه ب (الطائر في قفص)، وكشفت عن وجود (1.4) مليون نازح موزعين على (99) معسكراً بدارفور، وأشارت لدخول (300) ألف نازح جديد خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، وقالت: التقيت أشخاصاً وصلوا لمعسكر زمزم للتو وظروفهم مقلقة جداً. وعبرت اموس عن توتر وقلق المنظمة من اغتيال القيادات الموقعة على سلام الدوحة أخيراً. ودعت لمواصلة العمل في السلام، وقالت: لا يمكننا السماح لدارفور بأن تنزلق من على شاشة رادار المجتمع الدولي رغم وجود التحديات، وأقرت بضرورة تغيير الطريقة التي تعمل بها المنظمة، وقالت: بعد عمل المنظمة في دارفور لعشر سنوات نحن بحاجة إلى إيجاد طرق أكثر استدامةً لدعم النازحين الذين ليس لديهم خيار سوى البقاء في المعسكرات، وأضافت: نحن بحاجة إلى بناء جسور أقوى بين العمل الإنساني والتنموي.