الطريقة التي أعلن بها مجدي شمس الدين اختيار الهلال والمريخ للتمثيل في البطولة العربية كارثية أكثر من الاختيار (المزاجي) الأول لبطل الدورة الأولى المخالف للوائح الإتحاد العربي منظم البطولة ، وهو تأكيد على أن البطولات التي ينظمها الاتحاد العربي ( سمك .. لبن .. تمر هندي) قائمة على الموازنات والترضيات والمجاملات وتفصيل البطولات ، وهي أسباب كافية لقتل هذه المنافسات التي تلعب أحيانا على مستوى الاندية وأحيانا على مستوى المنتخبات ، وعندما أذكر ( أحيانا) لأنها منافسات غيرمنتظمة ، يمكن أن تتواصل موسمين أو ثلاثة وتتوقف مثلها . والبطولات العربية لاتجد الاحترام المطلوب من الاتحادات المنضوية تحت مظلة الاتحاد العربي ، وماحدث من الاتحاد السوداني لكرة القدم خير دليل على الفوضى والعشوائية التي تدار بها هذه المنافسات ، فقد كشف قرار الاتحاد السوداني لكرة القدم عن اختيار متصدر الدورة الاولى للتمثيل ، أن تجاوز اللوائح المنظمة للمنافسة يمكن أن يمر مرور الكرام دون حساب من الجهة المنظمة ( الاتحاد العربي) ، فاللائحة حددت بطل 2012 (الهلال) ومجلس إدارة الاتحاد العام فجر الفضيحة المجلجلة واختار بطل الدورة الاولى ، بل إن عددا من قياداته أكدوا على صحة القرار وأنهم لن يتراجعوا عنه تحت كل الظروف ، وقبل أن يجف الحبر الذي كتبت به تصريحاتهم تراجعوا بالتصريح الكارثي من مجدي شمس الدين بدون توضيح . وهذا دليل آخر على قيمة هذه البطولات وعشوائية التنظيم والقرار فيها ، لأنه لم يفسر من هو صاحب الحق الاول في التمثيل ومن هو المستثنى في الاختيار ؟ هل هو فريق الهلال حسب لائحة الاتحاد العربي ( بطل 2012) ، أم فريق المريخ حسب قرار مجلس إدارة إتحاد الكرة ( بطل الدورة الاولى) ؟ لذا كان على الاتحاد تفسير تصريحات سكرتيره الاخيرة لنفهم علي الاقل كيف تدار منافسات الاتحاد العربي ؟ ومن الذي يديرها؟ لوائح الاتحاد العربي أم قرارات الاتحادات الوطنية ؟ . في الظاهر انتصر الهلال على الإتحاد إداريا ، بانتزاع حقه القانوني في التمثيل ، ولكنه مكسبه في تقديري لم يكن مكتملا ، وكان يجب الإصرار على تسميته كممثل السودان في البطولة ( قانونا) ، والإصرار كذلك على تسمية الفريق الثاني (المريخ) بالاستثناء . لتتضح الصورة التي يحاول الاتحاد العام طمسها بمثل قرارات الهروب التي يتخذها كل ما وجد نفسه في مأزق بسبب القرارات ( المطبوخة) التي أصبحت جزء لايتجزأ من إدارته للنشاط الرياضي . في الاوضاع الطبيعية ، ومع المؤسسات الرياضية المحترمة يمكن ببساطة الاعتراف بالأخطاء ، خاصة إذا ارتبط بالأساسيات والعدالة ، فالعقلية المتآمرة التي تدوس على اللوائح والقوانين لتمرير أجندة خاصة لاتصلح لأن تكون في إدارة المؤسسة التي تدير النشاط الرياضي ، كنت وإلى وقت قريب لا أعير مايتردد عن إستهداف الإتحاد للهلال وبعض الاندية الاخرى إلتفاتا ، بمنطق أن النشاط يدار وفق لوائح وقوانين معروفة ، وأن الاتحاد مهما بلغ من سوء النية والترصد وتمييز نادي مثل المريخ ( جمال الوالي) عن بقية الاندية ، لن يتجاوز الخطوط الحمراء . إلا أن هذا الإتحاد وصل أسوأ مايمكن الوصول إليه من أشكال الترصد والاستهداف وتوظيف المنصب والمسؤولية التي يفترض أنها أمانة لصالح بعض الشخصيات الرياضية مثل جمال الوالي الذي أصبح جزءا أصيلا في قرارات الإتحاد إن لم يكن صاحب الكلمة العليا . تصريحات مجدي باختيار الهلال والمريخ ورطت الإتحاد في شبهة مخيفة بدلا من أن تنقذه أو كما كان يتوقع مجدي . فضيحة التآمر باختلاق حكاية بطل الدورة الاولى .. فساد. الحل الوحيد في إبعاد المريخ واعتماد الهلال فقط ، وإلا ثبتت نظرية المؤامرة .. السؤال هل ينتبه مجلس الهلال وبقية مجالس الاندية لمايجري داخل الاتحاد؟ مجرد سؤال .