الاحساس بأن ثمة شيء ما خطأ دفع اتحاد كرة القدم قبل عدة أيام لبث تصريحه (اللقيط) الذي لم يسنده إلى مسؤول ولم يعده إلى مصدر ونعني بذلك التصريح الذي تحدّث فيه عن أحقيته بتحديد من يمثّل السودان في المنافسات المختلفة ومن بينها البطولة العربية التي نرى أنّ المعركة المحتدمة حولها هذه الأيام معركةً في غير معترك لأنّ البطولة لاتستقطب اهتماماً إعلامياً ولا جماهيرياً وهي بطولة وإن كان تصريح قادة الاتحاد العربي لكرة القدم تقول إنّها ولدت لتبقى وتستمر إلى أنها وأدت في مهدها بعد أن استنكفت الفرق العربية الكبيرة عن المشاركة فيها. ولاشك أنّ الخلاف الدائر حول المشاركة يمثّل أحد تداعيات الواقع الذي افرزته المغادرة المبكرة للأندية السودانية والهلال والمريخ على وجه الخصوص للأدوار الأولى من دوري أبطال إفريقيا وهو ما أوجد أمامها فراغاً عريضاً تسعى لسدّه بالسعي خلف البطولة العربية التي لم تجد الموسم الماضي غير الفريق صاحب المركز الخامس ليشارك فيها، ومع تثبيت كل المعطيات المذكورة أعلاه يبقى القول إن مطالبة الهلال بالمشاركة في النسخة القادمة من البطولة أمرٌ منطقي تسنده حيثيات عديدة أولها على الإطلاق حمله للقب الممتاز الموسم الماضي.
ومن هذا المنطلق نؤيد خطوات مجلس الهلال التي قام بها حتى الآن بعد مخاطبته لاتحاد الكرة مطالباً بنيل حقه في المشاركة عربياً وإن كان الاتحاد يرى أنه صاحب حق في تحديد المشاركة فإنّ الهلال صاحب حق كذلك في المطالبة بأنّ يكون ممثل السودان، ونرى أنّ أي موقف يتخذه المجلس الأزرق من شأنه التنبيه لاعتماد معايير ثابتة لا تخضع لمزاجية قادة الاتحاد ورغبتهم في استرضاء جهات على حساب جهات أخرى وتنفيذ أجندة تنزع الحق من أصحابه وتمنحه لمن لايستحق بابتداع بدعة بطل الدورة الأولى وأحقيته بتمثيل السودان في أي بطولة حتى لو كانت هذه البطولة هي البطولة العربية التي نؤكّد إن مطالبتنا لمجلس الهلال بالإصرار على المشاركة فيها يأتي من باب التمسك بالحق ليس إلاّ.
إن الاتحاد السوداني لكرة القدم والذي يلوّح بعصا الحاكمية النهائية في كل ما يتعلق بكرة القدم بالسودان مطالب بتحديد قوانين ولوائح واضحة في كل مايتعلق بمنافسته المختلفة ولو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر بطولة الدوري الممتاز فسنجد أن اللوائح التي تحكمها تتغير تغيرات شديدة التناقض حتى في ما يتعلّق بمسالة تحديد الهابط والصاعد وقد ثار في ذلك من الجدل ماثار خلال الفترة الماضية، مطالبة الهلال بالمشاركة في البطولة العربية حق هلالي أصيل لاعلاقة له بموقف الفريق في بطولة الدوري السوداني فسواء نجح الفريق في تصدر الدورة الأولى أو لا تبقى الوقفة ضرورية احقاقاً للحق ومنعاً للتلاعب من اتحاد أدمن الترضيات والموازنات فضاعت هيبة القانون وباتت التجاوزات هي الأساس.