دشنت ولاية الخرطوم أمس الاول، في حفل كبير بأرض المعارض ببري؛ مهرجان التشغيل الثاني تحت شعار (تمويل - تمليك-تسويق) تحت رعاية وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية بالولاية، في تظاهرة انتظرتها الولاية بترقب من أجل وضع حلول جذرية لمشكلة البطالة، وشرف الاحتفالية بالحضور الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية ود. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم ود. أمل البكري البيلي وزير التوجيه والتنمية الاجتماعية بالولاية ود. بدر الدين عبد الرحيم ممثل محافظ بنك السودان، وسعود البرير رئيس اتحاد اصحاب العمل. استمرار التنمية وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية لدى مخاطبته الاحتفال، أن مخططات الأعداء لن تمنع الدولة عن المضي قدماً في طريق التنمية والاعمار، وقال: (سنبني بيد ونجاهد باليد الأخرى). وطالب طه ولاية الخرطوم بتوفير العناية والمتابعة لمشروعات التمويل الأصغر حتى لا تتعرض للفشل، خاصة تلك التي استجلبتها الولاية للخروج من دائرة التقليدية إلى رحاب الانتاجية، والتأكد من أن المنتجات تتمتع بالجودة التي تضمن لها التسويق، وطالب طه بحسن اختيار المشاريع وتدريب من يقع عليهم الاختيار ليتمكنوا من سداد رأس مال المشروعات وتحقيق عائدات مجزية. ووجه طه الولاية بتحسين وتطوير الأسواق وإنشاء أسواق خاصة بمنتجات التمويل الأصغر ومراجعة كل الاسواق والمناطق الصناعية بالخرطوم، وأعلن أن الدولة ستنظم لقاءً مفتوحاً الأيام المقبلة مع الاعلام وأصحاب الرأي لتقييم تجربة مشاريع التمويل الأصغر، وقال انه ليس ميالا للتوسع في المؤسسات التي ترهق اقتصاد البلاد، واشار إلى ان لذلك دورا كبيرا في تبديد الاموال. حلول عملية من جانبه، قال د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم، إن المشاريع المختارة هذه المرة في مهرجان التشغيل الثاني ستقدم حلولا عملية لمشكلة البطالة وزيادة قاعدة الانتاج وإعلاء ثقافة العمل الحر وتحقيق الامن الغذائي وإحلال الواردات، وأكد الوالي أن التمويل الأصغر تحول الآن من شعارات إلى واقع حي، وأعلن الخضر أن الولاية اتخذت جملة من الموجهات والقرارات لدعم المشاريع بإعفائها من الرسوم والضرائب وإنشاء أسواق متخصصة لها وتقديم الضمانات وتنظيم العمل المهني والحرفي وتشغيل النساء، وأشار الوالي إلى تحويل كل مراكز الشباب والعمل الاجتماعي والتي تبلغ (288) مركزاً إلى مراكز منتجة، خاصة في مجال توطين صناعة الملبوسات. وقال الخضر ان تقديم المشاريع الجديدة (نصطاد بها عددا من العصافير)؛ اولها العمل الحر، وأبان ان هذا المهرجان يجري في المشروع الكلي لتوظيف الخريجين واستيعاب (25) الف خريج في مواعين الدولة، ونبه إلى أن الوظيفة هي اضيق ابواب الرزق، وقال: اتحاد اصحاب العمل يمكن ان يوفر (5) آلاف وظيفة للشباب و(20) الف فرصة نوفرها عبر التمويل الاصغر لتشغيل (21.655) مواطنا ومواطنة حتى يعود النفع لصاحبه ووطنه، وأضاف: يجب الاستفادة من مشاريع الولاية للقضاء على العطالة والفقر، وتحدث عن الجهات الشريكة في المشروع وعلى رأسها بنك السودان المركزي الذي فتح (18) فرعا للتمويل الاصغر بالولاية، وأشار الى ان المشاريع التي دشنت هي محفظة المرأة ومؤسسة البركة وحافظة الشباب للبيئة والخدمات للمعالجة البيئية والنفايات، واشاد بالشراكة بين ولاية الخرطوم والبنوك وعلى رأسها بنك الاسرة وبنك الادخار وبنك المزارع، وقال انهم شركاء في هذه الثورة، وأكد الخضر رعايته للعمل الحر واعفائه من الضرائب والرسوم، وقال: نعمل على تدريب الشباب، ونقدم لهم الضمانات، واكد ان العمل في مجمع الحرفيين بام درمان قد اكتمل وسيتم افتتاحه قريبا، ونوه الى وجود (8) مشاريع للانتاج تستوعب اكثر من (4) آلاف شاب، وقال: نحن في ولاية الخرطوم سوف نعمم التجربة في جميع ولايات السودان وسوف نشرف عليها اشرافا مباشرا. توفير الفرص من ناحيتها، قالت د. امل البيلي وزير التوجيه والتنمية الاجتماعية بالولاية: ان الذين اعتدوا على اهلنا في (ابو كرشولا) و(ام روابة) هدفهم زعزعة امن هذا الشعب، وأضافت بأن الشعب ادرك حقيقة هذا الاستهداف، وتابعت: سوف نرد عليهم بمزيد من العمل، وزادت: نحن نعمل على توفير فرص العمل للشباب والخريجين حتى يوفروا فرص عمل لغيرهم من خلال المشاريع التي يقومون بتنفيذها وادارتها، واشارت الى ان مشكلة الفقر ظلت تتصدر مهام وزارتها، وعلى رأسها قضية التمويل الاصغر، وقالت ان السودان حصل على المركز الثاني في التمويل الاصغر وهذا يزيد الطموحات في العام 2013م، وتوفير (30) الف فرصة عمل، بغرض تقليل الواردات والتوسع في الصادرات، ونوهت الى ان المشروع يأتي لتوفير (20) الف فرصة عمل للخريجين والشباب، وهذا بدوره يوفر فضاء رحبا للخريجين والشباب والمعاشيين والرواد، حتى نرسخ ثقافة العمل بين الشباب، وقالت: غايتنا ان يصل هذا العمل كل ولايات السودان. تعميم التجربة وفي السياق، قال بدر الدين عبد الرحيم ممثل محافظ بنك السودان المركزي، إن نجاح المشاريع يتطلب تضافر الجهود وتوفير نوعية جيدة من المشاريع، ومن المنتوج، وأضاف: نزف البشرى للخريجين بأن عدد المستفيدين من هذا المشروع سوف يبلغ نصف مليون بنهاية هذا العام، ونوه الى ارتفاع نسبة المحفظة للتمويل الأصغر، وأبان أنها الآن في طور الانشاء، وأضاف بأن البنك استورد الآليات من الصين برعاية ولاية الخرطوم، وزاد: سوف تعمم التجربة على باقي ولايات السودان بإذن الله. توظيف وتدريب من جهته، أكد سعود البرير رئيس اتحاد اصحاب العمل، وقوف اتحاده مع الشباب في عملية التدريب والتشغيل، وقال: سوف نستوعب (40) الف شاب وخريج بصورة عاجلة في العمل الخاص، وهذا يكون بالتنسيق مع السفارة البريطانية لتدريب الشباب تحت رعاية شركة سوداتل وشركة حجار وشركة (سي. تي. سي) ، وأشار الى ان عدد المشروعات التي قدمت بلغت اكثر من (10) آلاف مشروع، ويتم فرزها بواسطة خبراء وسيتم بثها عبر قناة النيل الازرق حتى تكون بدرجة عالية من الشفافية، واضاف: سوف نختار منها (100) مشروع الاولى ويتم تدريب اصحابها في المملكة المتحدة (6 -7) اسابيع، و سوف تجد الدعم والتمويل من رجال الأعمال.