وموتك الفجائي أسكت كل المزامير وطلسًم اللغات... واستحالت الأشياء سراب.. وهجرت الطيور اوكارها فملك الطيور قد مات.. قل لي يا حنفي كيف أعيش بدونك وهل بعد ممات الأذان تقام الصلوات! قل لي ... هل تراني بعد رحيلك؟ كيف أبدو؟ وانا تخنقني العبرات..؟ من يهدًئ روعيً... ومن يسكت هذا الحزن فيّ أين هي السلوى, سباعي بعيدا.. وسيد الناس قد مات.. أحاول ان لا أصدق موتك ولكن تهزمني الحقيقة وتقتلني السكرات...! في صيوان العزاء توافد كل الناس اليمين واليسار والوسط لم يبق احد الا وجاء ليتك رأيتهم, كل يعزي على طريقته اليوم نبكيك لا نلوي على شئ لقد كنت البوصلة والقاسم المشترك و كنت صاحب المبادرات.. محظوظة هي مقابر البكري...! قل لنا بالله, كيف كان احتفاء القبر بك وانت تهديه أشهى الابتسامات «خذوا عيني وبصمتي!» هكذا ودعتنا! يا سليل الفراديس.. أتتركنا للخوف يحيط بنا من كل جانب من يمحو تجاعيد الحزن ويزيل القسمات؟ أيها الكائن فينا ستبقى ما حيينا وان متنا فحتما سنلتقيك على سرر وصافات! ... الحزن يبعثرني... يخرق كل مساماتي... لقد جربت موت القريب والبعيد لكن موتك ألجمني وزلزل كياني و هدّ بدني حزني عليك لا تحده حدود وطريقي اليك مفقود... كيف لي ان أكتب ويراعي مشلول كيف لي ان أنظم وقلبي مقتول ذابلة هي السنبلات بعد توقف الهطول... آفلة هي لحظات العمر بعد رحيلك العجول ... يا صديقي قم, فمثلك لا يموت إلاّ قليلا! أتذهب من غير وداع تتركنا نكابد هذا الوجع الشديد! لست كثيرا على ربك لكنا نحتاجك يا جبل الكبرياء نحتاجك فنحن في وسط الصحراء والمسافة طويلة...والعدو يتربص بنا هأنذا اسمع صدى صوتك يناديني «يا ود الشيخ» أناديك واعرف انك تسمع وانك تستجيب فأنت من الأولياء... وداعا يا صديقي فأنا واثق من اني سألتقيك يوما ما... حينها سأعانقك بقوة وأقبل جبينك الطاهر الوضاء واقول لك لماذا يا كمال لماذا يا سيد الأمراء..؟! د.إبراهيم الصديق الشيخ الخرطوم 24 مايو 2013