(الحسن) أستاذ جامعي ترك منصبه المرموق لضعف الراتب،وأصبح جزءا من عالم دلالة الجمعة للعربات جنوبالخرطوم،دخوله الى المجال بدأ بالصدفة كمئات غيره طرقوا المجال، فقد أراد ان يشترى سيارة ذات مرة ووجد ان (السمسار) كان نصيبه لا يقل عن 5 آلاف جنيه،منه ومن المشتري،وهو ما يعادل راتبه لستة أشهر اضف الى ذلك رهق التدريس وساعاته الطوال،ففى لحظة بيع تعود الى منزلك وجيوبك مليئة بزكائب الاموال،غير (الحسن) صاحب التخصص العلمى الدقيق،هناك معاشيون كثر وموظفون تركوا مناضد الخدمة العامة والخاصة واصبحوا وسطاء فى الدلالة التى تصل مبالغ البيع والشراء فيها يوميا مليارى جنيه،نجوم فن ودراما وكرة قدم انضموا الى عالم الدلالة بينهم استاذ درامي معروف وفنان شعبى غاب عن المسارح وصار حايم مع (ناس يفتح الله ويستر الله). موقع دلالة العربات الحالى جنوبالخرطوم عمر وصل الى العشرين عاما فقد انشئت فى العام 1994بقرار من معتمد الخطروم حينها العميد يوسف عبد الفتاح،وبعد قرار محلية الخرطوم باغلاق دلالة المريديان الأقدم فى الخرطوم،انخرط سماسرتها بالعمل فى دلالة جنوبالخرطوم التى ينتظرها قرار ترحيل الى منطقة سوبا ومعها دلالة البكاسي بسوق مايو. فقد أعلنت محلية الخرطوم عن ترحيل دلالات السيارات العاملة بكل من الصحافة والمريديان بوسط الخرطوم إلى موقع الدلالة الجديد بمنطقة سوبا بمساحة تبلغ 44000متر مربع بعد اكتمال كل الإجراءات الفنية المتعلقة بالعمل حسب قرار اللواء (م) عمر نمر معتمد محلية الخرطوم عقب اجتماع مشترك بحضور كل الجهات المعنية، حيثيات القرار جاءت بناءً على عدم ملاءمة الموقعين السابقين للعمل بحكم أن النشاط يقوم بصورة عشوائية مما ترتب عليه إغلاق الشوارع بفعل تكدس السيارات، فضلاً عن تفشي الظواهر السالبة والمخالفات وشكاوى بعض السكان المجاورين للموقع جنوبالخرطوم.. ورغم تلويح المحلية بإتخاذ إجراءات قانونية تجاه المخالفين لقرار ترحيل الدلالة إلى الموقع الجديد، الا ان عددا من العاملين فى المجال تخوفوا من نقل الدلالة والتى تزيد تكلفة الذهاب الى سوبا مع علمهم التام بفرض رسوم دلالة تخصم كثيرا من أرباحهم،وحتى الآن تمارس دلالة جنوبالخرطوم عملها دون تنفيذ قرار المحلية. من جانبه كشف محمد العوض المصباح الذى يعمل فى المجال لاكثر من 7 سنوات بجانب العمل فى مجال العقارات والذى صار مهنة جاذبة لكثيرين،يقول ان السوق الان يشهد ركودا تاما لشح السيولة وارتفاع سعر المركبات الحديثة المرتبط بعدم دخول الموديلات القديمة للاسواق المحلية من الخارج ويعتبر ان سوق العربات حاليا غير حقيقى ومبالغ فيه،فيما يمضى فى حديثه ان العربات القديمة من لدن الكريسيدا والماريسيديس والكرونا هى الأكثر رواجا فى السوق وهناك طلب متزايد عليها،حتى الفلوكس واجن ارتفع الطلب عليها ما جعل ملاكها يقدمون بها الى الدلالة وتترواح اسعار العربات بين (25-35 )الف جنيه،اما الموديلات الحديثة فهى للعرض فقط،مضيفا ان التعامل بالشيكات بعد كثرة (المواسير) تم توقيفه من قبل العاملين فى الدلالة الا لشخص معروف او عبر دلالين معروفين بالامانة غير ذلك فالبيع كاش،وزاد ان السمسار يحصل فى حالة بيع العربة على مبلغ 300 الى 500 جنيه،اما فى حالة تحديد سعر آخر لها غير ما حدده المالك فيحصل على المبلغ الزائد وفى الغالب لا يقل عن 5 آلاف جنيه. اما عبده حسن فيقول ان غالبية العاملين فى دلالة بحري ،حيث يعمل هناك من المعاشيين،كما اضاف انها تضم عددا من السيدات اللائى اكتسبن ثقة بالعمل فى المجال وصار لهن شهرة فى الدلالة،مشيرا الى ان البحث عن مورد رزق جديد هو سبب وجود المعاشيات فى الدلالة، خصوصا ان الدلالة لا تتطلب رأس مال، فمقوماتها حسن التعامل والصدق وحبة شطارة و(جلابية بيضاء مكوية). ود الخير دلال قديم بالخرطوم يرى ان الموقع يوفر معايش لبائعات الشاي والوجبات الشعبية والاطفال العاملين فى غسيل العربات وهم المستفيدون من الدلالة فارباحهم تتراوح بين ال50 وال150 جنيها فى اليوم ،وعددهم يتجاوز المائة فى دلالة جنوبالخرطوم فقط. واشار الى ان انتعاش الدلالة يعود الى توافر المركبات بصورة كبيرة وان اول دلالة فى الخرطوم أنشئت فى العام 1975م وكانت متعددة الأغراض قبل ان تتحول الى بيع العربات ..