بالرغم من ثبات أسعار معظم الادوية في الصيدليات، وحدوث انخفاض طفيف في اسعار بعض الادوية واشهرها (الاموكلان) الذي سجل سعره انخفاضا طفيفا من (70) الى (63) جنيها، إلا انه تلاحظ من خلال جولة قامت بها (الرأي العام)، أن بعض الأدوية المنقذة للحياة سجلت ارتفاعا كبيرا في الاسعار خاصة الانسولين الذي بلغ سعر (الامبولة) منه (40) جنيها مقارنة ب (20) جنيها، كما تضاعفت أسعار أدوية (القاوت) وبلغ سعر الشريط (20) جنيها مقارنة ب (12) جنيها. وأكد عدد من الصيادلة ل (الرأي العام)، أن الوضع الحالي لأسعار الأدوية متذبذب، ولم تجد الأزمة الدوائية حلولا جذرية ملموسة، وقالوا إن بعض الأدوية سجلت ارتفاعا في الاسعار لخروج الصناعة السورية من الاسواق، مما اثر سلبا على الأسعار والوفرة الدوائية، خاصة وأنها صناعة معقولة واسعارها مناسبة وتجد اقبالا من المرضى السودانيين، وكشف الصيادلة عن وجود ندرة وانعدام في بعض الادوية من الأسواق، خاصة أدوية الضغط والسكري ألمانية الصنع، وطالب الصيادلة المجلس القومي للأدوية والسموم ايجاد بدائل للصناعة السورية، وعزا بعض الصيادلة ارتفاع أسعار الادوية المنقذة للحياة، إلا أنها ترتبط بالصناعة الأوروبية والتي تتميز بغلاء أسعارها وإحجام الشركات عن استيرادها، وأضافوا بأن بعض الأدوية البديلة غير مرغوبة لأسباب نفسية، ونوهوا إلى أن الأدوية الهندية غير مرغوبة، وطالب صيدلانيون مجلس الأدوية والسموم بالتدخل لإيجاد أدوية بديلة للصناعة السورية، وأبدوا قلقا من ارتفاع أسعار بعض الأدوية المنقذة للحياة، خاصة الانسولين الذي تحتكر استيراده شركة محددة. الصيدلي د. حاتم علي قال ل (الرأي العام)، إن معظم الأدوية سجلت ثباتا في أسعارها ؛ وذلك لوجود التزام نسبي من بنك السودان لتوفير العملة الأجنبية بالسعر الرسمي، وأضاف بأن بعض الأدوية تواجه ندرة وشحا مثل أدوية البروستات، وقال إن خروج الصناعة السورية وانقطاعها أثر على سوق الدواء، وشدد على ضرورة أن يتدخل مجلس الأدوية والسموم لإيجاد بدائل مقبولة، وقال إن البدائل متوافرة للأدوية المنقذة للحياة، خاصة المصرية، وأضاف أن أدوية الضغط والسكري - الصناعة الألمانية - غير متوافرة، وتوقع ان تشهد بعض الاصناف انخفاضا، وقال إن بعض الادوية سجلت انخفاضا طفيفا مثل دواء (الاموكلان). اما د. رباب عمر - صيدلانية فقالت ل (الرأي العام): يوجد ثبات في أسعار معظم الأدوية منذ شهر، وأن بعض الأدوية وضعها مستقر، إلا ان البعض الآخر سجل ارتفاعا، وأضافت: بالرغم من وجود توقعات بانخفاض الأدوية، الا ان ذلك لم يظهر بعد. د. ياسر ميرغني الامين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك قال إن بعض الادوية لا تنخفض اسعارها لارتباطها بمسألة التسجيل لأن بعض البدائل غير مسجلة، واضاف أن مرضى السكري يعانون من الارتفاع المستمر لدواء (الانسولين) لان الشركة التي تستورد الدواء واحدة ونسبة للاحتكار، ولا توجد بدائل خاصة وان الشركة الامريكية التي تستوردها حظرت، وتابع: لابد من البحث عن شركات أخرى لان الشركات الثلاث التي تنتج (الانسولين) غير مسجلة في السودان. وطالب د. ياسر مجلس الادوية والسموم بالاسراع في تسجيل هذه الاصناف لوجود ضعف في التسجيل لعدة اسباب لعدم وجود جهة تشرف على المجلس، وشدد على ضرورة عودة الهيبة للدواء من قبل الدولة، وقال ان المخرج من هذا الوضع الاهتمام بالصناعة المحلية ودعمها، ووصف الصناعة السورية بأنها مقلدة وأن الصناعة المحلية افضل منها ولظروف الحرب خرجت الصناعة السورية من السوق، واتهم د. ياسر المجلس بالدخول في هذه الورطة، وقال إن الاصناف التي تأتي من سوريا يمكن ان تصنع محليا لان المصانع السودانية افضل من الناحية التقنية. ويرى د. صلاح سوار الذهب رئيس اتحاد الصيادلة، انه لم تطرأ اية زيادة على اسعار الادوية خاصة الادوية المنقذة للحياة، وطالب سوار الذهب المرضى بالتبليغ الفوري لدى ادارة الرقابة بمجلس الادوية والسموم او نيابة حماية المستهلك في حالة وجود اية زيادة في تسعيرة الدواء، واكد توافر الادوية المنقذة للحياة وادوية الامراض المزمنة لوجود بدائل، ونوه الى وجود شح في ادوية الشركات الاوروبية لغلائها واحجام الشركات عن استيرادها. د أحمد البدوي رئيس غرفة مصنعي الادوية قال ل (الرأي العام)، انه لم يحدث أي تغيير للصناعة الدوائية المحلية فيما يتعلق بالأسعار، ولا توجد أية زيادة على الاسعار لأنها ميزة الصناعة المحلية وحتى عندما بلغت الزيادة في الادوية المستوردة في الفترة الماضية نسبة (200%) كانت الزيادة في الصناعة المحلية (20%) فقط.