لن تتوقف رياح الغرب قليلا بالرغم من هدوء العاصفة ، فالإتهامات التي كالتها رايس شاهرة بها سلاحها في وجه الحكومة يعيد للأذهان لسياسة العصا التى غالبا تستخدمها الولاياتالمتحدةالامريكية عند ما تميل نحو التصعيد ، فالمواقف الثابتة التي تصر رايس من خلال كيل العداء الدائم للسودان هي ماتعكس حقيقة موقفها تجاه الحكومة ، فالمراقب لمسار العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والسودان يجد أن رايس تجسد كل ذلك العداء، ومعروف ان رايس هى البوصلة التي توجه سياسة أمريكا تجاه السودان في المحافل الدولية بالرغم من أن عملها من المقرر ان يكون ان بمجلس الأمن . تبرير الخارجية فما أثارته سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة بالأمم المتحدة، بأن القوات المسلحة تقصف بشكل مستمر عشوائيا المناطق المدنية في النيل الأزرق وجنوب كردفان إستنكرته وزارة الخاريجية السودانية واعتبرت ان الخطوة التي اتخذتها رايس ليست عادلة ولا تعكس الواقع الحقيقى ، فرايس لم تذكر شئ من إختراقات الجبهة الثورية في الأحداث الأخيرة ، ما جعل وزارة الخارجية تشدد على أنه لا صحة إطلاقاً لقصف القوات المسلحة أهدافاً مدنية في المنطقتين المذكورتين أو في أي من مناطق السودان الأخرى وقال السفير أبو بكر الصديق الناطق بإسم وزارة الخارجية( إن القوات المسلحة عندما قامت بواجبها في تطهير منطقة أبو كرشولا من المتمردين، قدمت نموذجاً للإلتزام الأخلاقي والمهني للجيوش الوطنية في حماية المدنيين، وإعطاء الأولوية لسلامتهم على أي إعتبار آخر ) . وأضاف بأنه كان من المتوقع أن تدين رايس الجرائم الإنسانية النكراء التي ارتكبها المتمردون في أبو كرشولا، كما أدانتها فاليري آموس مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وأعربت عن صدمتها لها. إستهجان السفير لإتهام رايس الحكومة برفض السماح للعون الإنساني الدولي الوصول للمنطقتين هو واقع يعكس حجم العداء الذي تكنه رايس للحكومة السودانية وهي تعلم أن ما يسمى بقطاع الشمال هو من يعيق تنفيذ المبادرة الثلاثية لمعالجة الأوضاع الإنسانية في المنطقة، وقد شهدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للسودان بذلك في زيارتها الأسبوع الماضي. السفير ابوبكر عبر عن أمله في إبتعاد رايس عن تحاملها غير المبرر على السودان، وأن تتناول قضاياه بشئ من الموضوعية والإنصاف. عداء دائم العداء الدائم الذي أفرزته مندوبة الولاياتالمتحدة بالأمم المتحدة رايس تجاه الحكومة يعبر عن موقفها الثابت تجاه حكومة الإنقاذ فهو عداء ليس بالجديد فرايس منذ أن كانت في عهد بيل كلنتون كان اتحيازها سافرا ومواقفها مفضوحة تجاه الحركة الشعبية و مساعيها واضحة للخروج بها من حركة ثورية إلى حركة تأسس لقيام كيان مستقل عن السودان وهو ماحدث، بالفعل وقد أظهرت الأحداث التي شهدتها مناطق (أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق)، بعد انفصال الجنوب مواقف «سوزان رايس» الثابنة ضد الحكومة ، وتحدثت «رايس» عن مزاعم بانتهاكات ارتكبتها الحكومة السودانية في جنوب كردفان، إثر التمرد الذي قادته «الحركة الشعبية» في المنطقة عقب هزيمتها في الانتخابات، وعلى الرغم من أن قائد التمرد، مرشح الحركة لمنصب الوالي بجنوب كردفان «عبدالعزيز الحلو»، كشف النقاب عن أهداف تمرده، بإسقاط النظام في الخرطوم، ومهاجمته لعدد من المناطق، فلم تقدم الولاياتالمتحدة ومندوبتها «رايس» بعدها على إدانة ذلك التمرد، بل انها أصدرت بياناً دعت فيه للتحقيق بشأن مزاعم تتعلق بانتهاكات واستهداف المدنيين، بالرغم من وقوف بعض المنحازين للغرب مع التبشير بسياستها ومواقفها فهي لا تمثل نفسها في الإدارة الأمريكية ولا تمثل مصالح أمريكا نفسها بل مصالح مجموعة من قوة الضغط داخل الكونجرس الأمريكي ،فالمعروف عن رايس أنها لم تتهاون في إظهار سياستها العدائية تجاه السودان بل ولم تبخل على الصحافة الأمريكية بعرض تلك الرؤية في العلن فهي وحدها كانت ترى أنَّ العقوبات هي اللغة التي يجب التعامل بها مع الخرطوم لأنّ تجاربَها مع نظام الخرطوم أنّه نظامٌ سياسيٌّ (قابلٌ للضغط) .(على حد تعبيرها ) . رايس وسلفا العلاقة الفاترة بين الحكومة السودانية ورايس نجدها مزهرة بينها وحكومة الجنوب، فبعد خطاب سلفا الذي قدمه أمام النواب الأفروأمريكيين بالكونجرس قدَّم سلفا شكرهُ للدكتورة سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن في خطابه الذي ألقاهُ أمامهم على الخصوص قائلاً: (أريد أن أقدِّم تقديري أيضاً لأختي دكتورة سوزان رايس للعمل الضخم الذي قامت به من أجل جنوب السودان وسوف تتذكرهُ لها الأجيالُ جيلاً بعد جيل). فما الذي فعلته الدكتورة سوزان رايس لجنوب السودان حتى تستحق كلَّ هذا الثناء؟. سؤال يكشف حجم التكامل بين جهود رايس لتثبيت شوكة سلفا ! فالبعضُ يَصِفُ علاقة رايس بجنوب السودان بأنّها علاقة (مشبوهة)... ولديهم في ذلك ما يستندون عليه منذ أن كانت المرأة الآفروأمريكية مساعدة لوزيرةِ الخارجية (مادلين أولبرايت) للشئؤون الأفريقية في عهد بيل كلينتون فالشبهةُ تطالُها في مساعدتها شركة دين كورب (DynCorp) للفوز بعقد مبدئي بلغت قيمتهُ 40 مليون دولار للقيام بمهمة تدريب الجيش الشعبي بصورة إحترافية والعقد تم دفع قيمتهُ من قبل وزارة الخارجية الأمريكية وليس وزارة الدفاع كما هو مُتعارفٌ عليهِ. عموما فان اتهام رايس لحكومة السودان باتهامات ربما تكون غير صحيحة كما نفى ذلك التاطق الرسمى بالخاريجية هى ليست مستبعدة ان تاتى من مندوبة الولاياتالمتحدةالامريكية التى لم تتوارى يوما عن عدائها البائن للسودان .