ترددت أنباء عن تصريح قبيح لرئيس حزب النور المصري السيد أنور قال فيه على خلفية التداول حول سد النهضة الأثيوبي إن موقف السودان (( مقرف )). ليست هذه المرة الأولى التي تنسب فيها أعلى شخصية عامة في مصر قولا لا يليق بالسودان سبقه مهرج إعلامي ماسا رئيس الجمهورية بعبارات لا تليق. الحمد لله أن مثل هذه العبارات يتنزه عنها المسؤولون في مصر و السودان. و حساب المواقف السودانية تجاه مصر لم يقم اليوم مع سد النهضة و لم تقدم دولة لجارة و شقيقة مثلما قدم السودان لمصر في قضايا المياه و إذا كان بعض السياسيين يريدون مواقف تخدمهم في الداخل المصري فإن السودان لا ينساق في هذا المجال و ليس السودان من يوضع في هذه الخانة من التساؤل حول مواقفه. الشعب السوداني و حكومة السودان يتمتعان بقدرة و إرادة على تحمل الكثير لأجل الإخوة و آصرة الدين و الجوار. و إذا كان المقام في دفع خطر عن مصر فلن يكون من السودان. نختلف مع تقديرات مصرية في احتمالات المخاطر الناجمة عن السد و لكن لا نختلف في أن تأمين الكفاية المائية لمصر أمر استراتيجي و هم سوداني قبل أن يكون مصريا. هذا باب لا تجوز فيه المتاجرة السياسية من قبل انور نور او غيره. اليوم تتباعد الشقة بين مصر و اثيوبيا في أمر جلل و خطير و ليس من السودان ،فالسودان دولة قادرة على أن تقوم مقام التقريب و الصلح و التوصل إلى أعمال و أنشطة في النيل تحقق أكبر قدر من المصالح لكل شعوب النيل و أيضا تحقق اكبر قدر من الطمأنية لمستقبل العلاقات المائية. النيل ليس نهرا موسميا و الحاجة للمياه في السودان و مصر و أثيوبيا مستمرة . الذين يريدون تعكير (( المياه )) و الصيد فيها يأذون الشعب المصري و الشعب السوداني و الشعب الإثيوبي و ليس كل قضية تصلح مادة لصراع بين المعارضة و الحكومة. و لأنور نور نقول : (( كفاية )) ، ليس فقط كفاية استهزاء بالشعب السوداني بل كفاية منك جهل بالسودان و دوره و بقيمة مصر عند الشعب السوداني .