في الماضي كان صوت الفنان ولونه الغنائي الذي يعتمد عليه في بداية مشواره هو الذي يقدمه للجمهور، حيث لم يبد الفنانون أهمية بالشكل او المظهر ولا يبحث عن (تقليعة) جديدة يطل بها على الجمهور الذي يتذوق الكلمات المعبرة والألحان العميقة والفكرة التي تحملها كل أغنية جديدة تصدر من الفنان.. الفنانون كانوا يرتدون ما هو مناسب ولا يتعدى حدود التناسق والذوق العام.. وانعكست الآن وأصبح الفنان يهتم أولاً بمظهره وشكله ثم بعد ذلك يأتي اهتمامه بالأغنية اياً كانت الكلمات والألحان لاعتقاده أن المظهر يمكن أن يقدمه للجمهور.. وأصبح الانجراف في المظهر نحو حضارات الغرب أسرع من الوصول الى ثقافتنا وعاداتنا. ورداً على تساؤلاتنا بشأن أزياء الفنانين ومظهرهم، يقول الفنان أحمد البنا ل (الرأي العام) أنه يرى أن المظهر أهم شئ بالنسبة للفنان بعيداً عن الفن الذي يقدمه، ويرى أن لبس الفنانين محترم لدرجة كبيرة، ولكن يوجد بعض الفنانين يشذون عن القاعدة في ملبسهم، وذكر ان الراحل ابراهيم عوض كان يظهر بمظهر مهندم وجميل وهذا يجعل الجمهور اكثر ارتياحا ويتقبل العمل المقدم من الفنان. وأضاف لا يمكن أن أغني وأنا بمظهر غير مرتب، وأريد من الجمهور ان يتجاوب مع الاعمال التي اقدمها، وقال البنا ما يحدث الآن هو استلاب ثقافي وغزو فكري. وأكد أنه ضد الزي الضيق للفنان وهذا اللبس لا يشبه عاداتنا وتقاليدنا كسودانيين ولابد أن نعمل على عكس ثقافتنا كسودانيين وليس ثقافة غيرنا. ويقول مطرب شاب - فضل حجب اسمه - إن الهندام يعكس دواخل الفنان ويمثل ركنا اساسيا لأنه يقوم بعكس سلوك الفنان وتصرفاته وتعامله مع المجتمع من حوله. ونوه إلى أهمية اللبس بالنسبة للفنان. وقال إنه تعرض الى موقف محرج بسبب اللبس والهندام: «كانت لديّ حفلة وتأخرت، فقاموا بإرسال العربة الى البيت كي تحضر لي (لبسة) مهندمة لأحيي بها الحفل، ولكن لم يوفقوا، لذلك قرر صاحب الأورغن ان يأتي لي ب (لبسة) من منزله»، واكد أنّ بعض الفنانين يرتدون (زياً) شاذاً خاصة الفنانين الشباب. وفي اعتقادي هذا نوعٌ من التقليد الأعمى للغربيين مثل فناني (الهيب هوب) و(الراب)، وانسحب الامر الى لبس الاكسسوارات وتقليعات تسريحة الشعر وهذه أشياء لا تشبه عاداتنا وتقاليدنا.