الاكتئاب يظهر نفسه بعدة طرق مختلفة وله عدة مسببات كالمشاكل العائلية،و عدم تقدير للذات, وهو ردة فعل لخسارة ما ،أو مصدر نفسي، فإنه يؤثر على كل جزء من حياتنا, ويستهلك طاقتنا? ويفقدنا متعتنا اليومية، بل إن النوبات أو الفترات القاسية منه قد تقود إلى التفكير في الاختفاء عن الأنظار أو الرغبة في التلاشي أو ربما الانتحار,فهو مرض نفسي ولكنه يمكن ان يتطور اذا لم يتم علاجه كما ان علاجه لا يكون بالادوية والمعالجة النفسية فقط ، ولكن لابد من احداث تغييرات كثيرة من نمط الحياة مثل التقليل من تناول المنبهات والحصول على قدر كافٍ من النوم والتغذية الجيدة وقد ظهرت دراسة حديثة تضمنت(4117)مريضاً مصاباً بمرض السكري وتم اجراء الفحوصات لهم لتشخيص الاكتئاب فوجد ان لديهم احتمال ارتفاع الاصابة بنوبات نقص سكر الدم الشديد لفترات زمنية قصيرة , مهما كانت مسببات الاكتئاب أو مقدار قساوته وثقل وطأته, فعلينا أن نتعلم كيف نتغلب على تلك السحب السوداء التي تتكون في آفاقنا. الانتحار بسبب الاكتئاب تصل نسبة المرضى الذين يترددون على العيادات النفسية في السودان إلى 33% من عدد المرضى النفسيين ,ولعل أخطر دلالات الاحصائيات التي تهتم برصد ظاهرة الانتحار في المجتمعات العربية تشير إلى أن أكثر من 78 % ممن يقدمون على الانتحار تنحصر أعمارهم بين (17 -40)عاما، وأغلب دوافعهم التخلص من الحياة يدخل فيها الاكتئاب بسبب التدهور الاجتماعي والاقتصادي والفشل في ايجاد فرصة عمل, وأن ( 11- 14 )ألف شاب وفتاة ينتمون لبلدان عربية يحاولون الانتحار كل عام وتتركز أعلى المعدلات في الدول التي تعاني مشكلات الفقر والبطالة اللتان تهددان سلامة واستقرار هذه المجتمعات، كما تزيد معدلات الانتحار في المجتمعات التي تعاني من حروب أهلية أو ترزح تحت الاحتلال أو الاقتتال الطائفي، فيندفع الشاب أو الفتاة للتخلص من حياته اذا فشل في تحقيق سعادته ، وأظهرت دراسة بريطانية أن الأشخاص الذين يخافون بشكل شديد من الجرائم، معرضون اكثر من غيرهم لمرض الاكتئاب النفسي والذي يؤثر بدوره على نمط الحياة ونوعيتها, ووجدت دراسة اخرى أن الخوف من الجرائم مرتبط بضعف النشاط الجسدي وتدهور نوعية الحياة ,وتناولت الدراسة ان(6500)شخص تتراوح أعمارهم بين ال(50-75) يمارسون الرياضة أقل من غيرهم، ولا ينخرطون في نشاطات اجتماعية كالذين لا يخشون الجرائم. الاكتئاب بين الرجل والمرأة زيادة انتشار الاكتئاب النفسي لدى المرأة بنسبة تفوق حدوث هذه الحالات بين الرجال في بعض الدراسات تقدر نسبة الإصابة بالاكتئاب بين المرأة والرجل بحوالي 1:2 و دراسات أخرى وجد أن هذه النسبة 2:3 ويدل ذلك على أن مقابل كل حالة اكتئاب في الرجال توجد حالتان في النساء أو مقابل كل حالتين في الرجال توجد ثلاث حالات في السيدات ، وتشير إحصائيات أخرى إلى أن احتمال اصابة المرأة بالاكتئاب على مدى سنوات العمر يصل 28 في الألف بينما يبلغ في الرجال حوالي 15 في الألف ,وبالنسبة للرجال فإن تقدم العمر والتقاعد قد يرتبط بزيادة في فرص الإصابة بالاكتئاب وتشير بعض الإحصائيات إلى أن نسبة الاكتئاب تصل إلى 15% في المسنين ( فوق سن 65 سنة ) وقد يرتبط ذلك بزيادة فرص الإصابة بالأمراض الجسدية في فئة المسنين بصفة عامة والتي تعرف بأمراض الشيخوخة. كما تؤكد دراسات حديثة أن نسبة الانتحار بين مرضى الاكتئاب من المسنين حيث يشكل المسنون الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة ما يقرب من 25% من حالات الانتحار في المملكة المتحدة وتزيد نسبة الانتحار في الرجال عنها في السيدات ويمثل ذلك مشكلة كبرى بالنسبة لجهات الرعاية الصحية والنفسية هناك . آراء مختلفة استطلعت (الرأي العام) عددا من المواطنين حول (الاكتئاب) فكانت افاداتهم في المساحة التالية: الطالبة(م.ع) قالت: الاكتئاب حالة سيئة كثيرا ما اعاني منها ، واحيانا دون سبب او يكون السبب خفيا او بسيطا لا يذكر ، واضافت انها كلما تكون مكتئبة ترتكب خطأ وهي تعلم انه غير صحيح ,ولكن عندما ترتكبه يتلاشى الاكتئاب . اما (سهى حامد)فهي لا تستطيع التخلص من الاكتئاب حسب قولها ، واكدت بان كل الجرائم والاخطاء التي تحدث منها بسبب الاكتئاب ، وانها اذا كانت مبسوطة لا يحدث منها غلط حتى اذا تطلب الامر ذلك وتعدى عليها أحد ,واضافت سهى انها ترى في بعض الاحيان بانها غير مكتملة وغير طبيعية ولكن عند مغادرة هذه الحالة ترجع الى طبيعتها . رؤية نفسية واجتماعية ثرياء ابراهيم الباحثة الاجتماعية قالت ل(الرأي العام) ان الاكتئاب مرض نفسي ولا يمكن ان يأتي دون سبب ، مشيرة الى انه من المفروض عندما يصاب اي شخص بمرض الاكتئاب عليه ان يلجأ الى طبيب نفسي يقوم بعلاجه .. مضيفة ان هذا المرض ليس له عمر محدد فهو يحدث لكل فئات المجتمع من شباب ومسنين وغيرهم ، بغض النظر عن اعمارهم ، وقالت: ان الوضع النفسي له تأثير كبير في الاصابة بالاكتئاب ,وكذلك عدم الاستقرار واحد من اسباب ذلك المرض ،، قالت هنالك من يقاومون المشاكل ويتفادونها بالطرق السليمة والرجوع للطبيب النفسي حتى يبدلوا الاكتئاب بالسعادة!