ظل سكان نهر عطبرة في محاولة مستمرة للاستفادة القصوى من المراعي الطبيعية للنحل حيث الغابات الكثيفة من السدر والطلح، بجانب مزارع الخضر والفاكهة والاعلاف، في ظل استمرار جريان النهر طوال العام نتيجة قيام سد (تكزي) الاثيوبي، حيث انتظم جريانه بعد ان كان موسميا، وعلى ضوء ذلك قامت الجمعية الزراعية لتربية النحل بالمنطقة بدعوة ادارة مشروع الاحواض المائية التابع لمبادرة حوض النيل للوقوف على تجربة قطاع المناحل بهدف تقديم يد العون للنهوض بهذا القطاع والخروج من دائرة الاستهلاك المحلي الى زيادة الانتاج والانتاجية لتغذية اسواق الولاية بمنتجات النحل المختلفة، وتوفير فرص عمل وعائد مالي للأسر ونتيجة لذلك تم الاتفاق بين ولاية نهر النيل ممثلة في وزارة الزراعة، ومشروع الاحواض المائية التابع لمبادرة حوض النيل، على التعاون المشترك في إطار المبادرات التي يقدمها المشروع للمجتمعات الريفية المستهدفة بغرض زيادة الإنتاج والإنتاجية وتوفير فرص عمل وتحقيق عائد مادي للمجتمعات القاطنة على شريط النيل، حيث تم الاتفاق على تنفيذ المزيد من المشروعات الخاصة بتربية النحل في ولاية نهر النيل على ضوء نجاح التجارب النموذجية للمشروع بعدد من قرى نهرعطبرة . واوضح المهندس إبراهيم بليلة منسق عام مشروع الأحواض المائية بالسودان ان وفدا رفيعا من إدارة المشروع قد قام خلال الأيام القليلة الفائتة بزيارة تفقدية لعدد من القرى (الدبورة والزرق والنخيلة شمال) بنهر عطبرة محلية الدامر، حيث وقفوا على سير العمل بالمشروعات التي تنفذ في اطار المبادرات التي يقدمها المشروع للمجتمعات الريفية المستهدفة بغرض زيادة الإنتاج والإنتاجية وتوفير فرص عمل وعائد مالي للأسر يخرجها من دائرة الاستهلاك الى دائرة الإنتاج. واضاف بليلة: ان مشروع تربية وانتاج النحل بولاية نهر النيل نجح وحقق اهدافه بدخوله حيز الانتاج والتسويق، وتبقى ان تأخذ الدولة التجربة وتقوم بالتوسع فيها مع المجتمع المحلي بالولاية. من جانبه اكد حسن عبد العظيم قرشي مديرعام وزارة الزراعة بولاية نهر النيل سعيهم وتطلعهم للمزيد من التعاون مع مشروع الاحواض المائية بالولاية، واضاف: لاسيما في مجال تربية النحل للفوائد التي حققها المشروع، وثمن الأدوار التي ظل يقوم بها المشروع، واشار الى اعتماد الوزارة تشكيل الجمعية الزراعية لتربية النحل بنهر عطبرة برئاسة الأستاذ وليد احمد حميدة، واوضح ان وزارته تعول كثيرا على الجمعية في نشر تجربتها ببقية محليات الولاية . وفي السياق قال الاستاذ محمد سليمان احمد الامين العام لاتحاد المزارعين بنهر النيل ان التجربة حديثة، ولكنها اثبتت نجاحها في استقرار النحل بالمنطقة، واضاف: لا يمكن تقييم الجدوى الاقتصادية للتجربة نسبة لحداثتها، وبدايتها خلال فترة الصيف، حيث يقل انتاج النحل، واوضح سليمان في حديثه ل(الرأي العام) : ان الانتاجية الحقيقية للنحل تبدأ في اغسطس من كل عام، وقال: لذلك لا يمكن تقييمها والحكم عليها الآن، ولكنها قد تصبح واحدة من الاشياء المفيدة للمواطنين، ويكون انتاجها اقتصادياً نسبة لقلة التكاليف ، حيث تتمثل التكلفة في الانشاءات الاولية للمناحل من صناديق وغيرها، لاعتماد النحل على المراعي الطبيعية بجانب مزارع الخضروات والفاكهة والبرسيم، واشار الى ان المناحل اخذت تتزايد بعد انتظام جريان نهر عطبرة، وهذا دعا شباب مناطق سيدون واعلى نهرعطبرة لتكوين جمعية لتربية النحل، ودعوة ادارة مشروع الاحواض المائية للمشاركة في انجاح التجربة، حيث كان التعامل في السابق بصورة تقليدية، بأخذ خلية النحل بواسطة الدخان الناتج عن حريق الاخشاب.