د. شمس الدين يونس المحاضر بكلية الموسيقى والدراما والناقد المعروف تحدث ل (الرأي العام) بمرارة عن لجنة الموسم المسرحي-التي انسلخ عنها - وحرمت المسرحيين من التمتع بدعم الوزارة للعمل المسرحي، وكشف يونس عن أسباب استقالته وردة فعلها، كما أبدى أسفه على طلبة كلية الموسيقى الذين يتخرجون فيها ويلعنون مقرراتها البالية، كما تحدث عن طبيعة علاقته بعلي مهدي التي يصفها كثيرون بأنها تقوم على (المصالح). * يدور حديث حول فشل الموسم المسرحي ما رأيك وأنت كنت أحد أعضاء لجنته؟ الحديث عن فشل الموسم ونجاحه رهين بما حققه من نتائج الى الآن، في اعتقادي لم يحقق الموسم الاهداف المرسومة له لأسباب، أولها أن عرض الافتتاح استمر دون أن يحقق النجاح الجماهيري المطلوب، كما انه لم يتجول في بقية مسارح الولاية رغم مضي أربعة أشهر على بداية الموسم والمسرحية التي بعده (النيل وقف) استمر عرضها الى ما دون الاسبوعين وبدون حملة إعلانية مكثفة وتوقفت في اعتقادي لعدم حضور الجمهور. * وماذا عن عودة الجمهور للمسرح التي رفعها الموسم شعاراً؟ كان من الرؤى والأهداف عودة الجمهور الى المسرح ولا يتأتى ذلك إلا بتكثيف الحملات الاعلانية وهذا لم يحدث، وحتى ما يتم بثه على شاشات التلفاز وبعض الإذاعات على استحياء مازالت تتحدث عن عروض غير موجودة والعروض متوقفة وليست هناك بوادر لعرض قادم ضمن الموسم الذي نسمع انه ما زال مستمرا كان من المفترض ان يكون هناك برنامج فكري مصاحب يتناول الأعمال المتقدمة بالنقد والتحليل ولم يحدث ذلك. * استقالتك عن اللجنة متى كانت؟ أثناء العرض الاول.. * لماذا تركت عملك باللجنة وما هو موقفها منك؟ تركتها للأسباب التي ذكرتها سابقاً وبقية أعضاء اللجنة لم يسألني منهم أحدٌ أو يدعوني لاجتماع ليعرف اسباب استقالتي. * ما يحدث من معارضة للموسم المسرحي كيف تراه؟ في اعتقادي ما يحدث من صراع الآن يتمثل في قضية اساسية ومهمة وبسيطة وهي كيفية ادارة الشأن المسرحي.. تطلب الكتلة (المعارضة) أن يتم التعامل معها بشفافية وفق الإعلام والرد على ما يقدمون من طلبات كتابة وهم في ذلك يشكرون الولاية على دعمها للنشاط المسرحي واهتمامها به ودفعها لأموال لقيام الموسم المسرحي إلا أنهم يعيبون عليها تلك الآلية التي حالت دون الاستفادة من هذا الدعم، فالقضية ليست قضية سياسية وليست صراعاً سياسياً، إنما هو عدم النشر من قبل اللجنة ولا يضيرها شئ ان هي تواصلت مع المسرحيين. * كيف تفسر عدم التواصل هذا؟ اللجنة لا تريد أن تتحدّث مع احد، على سبيل المثال تقدم ربيع يوسف بمسرحية (شعب انتباه) للجنة وحتى هذه اللحظة لم يتسلم ربيع خطاباً أو إعلاناً حتى عبر البورد أو الصحف يفيد بأن عرضه مقبول، وكان حري باللجنة أن تجيب على كل الطلبات بالقبول أو الرفض هذا حق مشروع، فلماذا الصمت حتى نجد أنفسنا في هذا الصراع الذي لا يفيد أو يقدم الحركة المسرحية. * حسب علمي عرض ربيع الذي ذكرته ليس جديداً وهناك شرط يتطلب الجدة؟ أبداً شرط الجدة جاء لاحقاً، وان كان كذلك لماذا استلمت اللجنة منه المسرحية، يفترض أن يرفض ولا تقبل حتى اوراقه، فلنفترض انه ليست هناك عروض جديدة هل يذهب الدعم هدراً أم تكون هناك بدائل، مضت الآن اربعة أشهر لماذا لا نستثمر الوقت ونقدم المفيد. * كلية الموسيقى والدراما تخرج دفعات ليس لها أي وجود فعلي في الساحة ما رأيك؟ الإستراتيجية للكلية تخرج أطراً مؤهلة تخدم تطوير الحركة الفنية (الموسيقية والمسرحية) من هذا المحور الكلية ليست مسؤولة عن توظيف الخريجين هذا شأن مؤسسات أخرى في الدولة، الكلية تخرِّج عاملين في مجالات الموسيقى والمسرح ويمكن ان نقول فنانين، والفنان لا ينتظر وظيفة الدولة (الميري).. هناك بعض الخريجين يقولون إنّ الكلية خرجت أعداداً كبيرة ولا تجد عملاً، وبحسب الاحصائيات التي يقدمونها بغض النظر إن كانت صحيحة أم لا فعددهم حتى العام 2010 (572) خريجاً، فهل هذا العدد كبير لدولة يبلغ عدد سكانها قرابة الثلاثين مليون نسمة؟ * هم غير متواجدين مقارنةً بشخصيات بعينها متسيدة الساحة؟ لا توجد جهة كرّست لهذا الوجود، إنما هي مبادرات واجتهادات، فمثلاً مسرحية (النظام يريد) من الذي كرّس لها؟ إنما فريق المسرحية وفريق الإنتاج كثف إعلاناته ونجح.. وللعلم مسرحية النظام طلب منها ان تكون ضمن الموسم المسرحي لكنهم رفضوا لان في مقدورهم ان ينجحوا دون دعم من أحد، من يقولون هذا هم يريدون السهل.. فهم يريدون الدولة ان تعطيهم ينجحوا او يفشلوا لا يهم .. لماذا لا يذهبون للرأسمالية والشركات ويبادرون، أم يريدون ان يمارسوا فنوناً دون تحمل مسؤولية الربح والخسارة والذين نجحوا خسروا كم مرة..؟ * امتلأت الساحة بحملة الدكتوراه من المسرحيين دون أن تكون لتلك الشهادات أيّة تأثيرات إيجابية على الحركة المسرحية؟ الحديث حول الدكاترة وشارع الدكاترة والدرجات العلمية وما الى ذلك، أولاً كم عدد الذين يحملون درجات علمية من الماجستير وما فوق، معظمهم يعملون في مجال التدريس، وهذه من شروط المهنة أن تكون أستاذاً جامعياً مؤهلاً، وعمر الفن والمسرح تحديداً لا يتطور بالشهادات العلمية. أما أثر هذه المؤهلات هم الخريجون والعاملون الذين يبخسون هذه الدرجات العلمية.. فمعظمهم تخرجوا على ايديهم وبعضهم فك خط المسرح على أيديهم، فأنا اندهش من خريج تخرج قبل عامين ان يقيم المؤسسة التي تخرج فيها ويعتبرها ذات مناهج بالية... * هناك مآخذ على د. شمس الدين أولها انتمائه السياسي الذي جعله مديراً للمسرح القومي، وعلاقته بعلي مهدي التي فتح له آفاقاً غير متاحة للآخرين؟ عندما طلب مني أن أكون مديراً للمسرح القومي في البدء رفضت، لكن بعدها وافقت بعد أن قال لي د. أمين حسن عمر إنّ الإجراء بضرورة حفظ وضيعة مدير المسرح حتى لا تتدهور وظيفياً وإدارياً، وعندما انتهت فترت انتدابي لم أجدد شهراً واحداً، ولا أعتبر انتدابي على خلفية سياسية، وحاولت أن أصلح قدر المستطاع وأقلاها نجحت في أن جعلت للمسرحيين داراً على الرغم من الاعتراضات. * والآخر؟ أما علاقتي بعلي مهدي فهو صديقٌ وأخٌ.. ونتبادل الخبرات والتجارب.. وهو سبقنا في هذه المهنة وله تجاربه أياً كانت واجتهاداته ومجهوداته نقدرها.. ثم انّ د. شمس (والعاجز من لا يستبد) تم اختياره محاضراً وممتحناً خارجياً لطلاب المسرح على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة ماكريري بيوغندا وهي من أعرق الجامعات الأفريقية، واختير متحدثاً رئيسياً في معهد سلسيان في بولندا ومحاضراً في ماجستير المسرح والتداخل الثقافي في جامعات امستردام وهلنسكي ويورك ببريطانيا فهل توسط علي مهدي في أن أفعل كل ذلك؟ وان فعل كتر خيرو.. إن كانت هناك محسوبية لا أعتقد أنها ستكون في هذه المواقع، كما أن د. شمس الدين نشرت له جامعة امستردام.. كامبردج.. عبد الكريم ميرغني.. أروقة.. الخرطوم عاصمة للثقافة وغيرها من دور النشر مما أهّله للترقي في السلم الجامعي فهل هذا بواسطة علي مهدي؟.