من السلبيات التي أفرزها التخطيط الجديد لمواصلات الخرطوم، ان نشأ خط جديد يهدد بعرقلة انسياب السيارات وينسف أي انتظام لحركة المرور في المدينة، ويشوه جمالها، هذا الخط لرقشات تم السماح لها بترحيل المواطنين من ميدان «جاكسون» إلى موقف «شروني» الجديد وتتفاوت تعريفة هذا الخط بحسب مزاج أصحاب الركشات وسائقها، وهو يبدأ من تحت كوبري الحرية الناحية الجنوبية الشرقية، وينافس هذه الرقشات خط آخر للحافلات بمبلغ خمسين قرشاً وآخر لسيارات «الهايس» بواحد جنيه ويبدأ من الناحية الشمالية للكوبري.. وإذا صرفنا النظر عن تحميل المواطن عبئاً مالياً جديداً لمواصلاته، وعن الفوضى الضاربة أطنابها في المواقع الثلاثة، يظل الخوف من ان تتسلل «الركشات» إلى موقف «الهايس» ثم وما بعده وبهذا يتحول وسط العاصمة إلى ما يشبه الركام والزحام والخمام الذي تحدثه «الركشات» أينما حلت، وهو ما انتبه له أحد كبار الإداريين في الخرطوم بحري عندما وقف منذ سنوات سداً منيعاً بعدم التصريح للرقشات بالعمل في المدينة، وعندما تم نقله أو الاستغناء عن خدماته، تم الترخيص لهذه الآفة السيارة بان تجوب كل انحاء بحري فأحدثت ربكة في كل الاتجاهات وشوهت منظر المدينة البديع.. إذا كان هناك من يريد تقديم خدمة لأصحاب هذه الركشات، فإن عليه ان تكون هذه الخدمة انسانية، وذلك بان تعمل في خط المواصلات بين صينية المركز الطبي الحديث ومستشفيات الخرطوم والأطفال والاستاد وغيرها من المعامل وعيادات الأطباء الخاصة والصيدليات، لان كل وسائل المواصلات العامة القادمة من جنوبالخرطوم، وجنوبها الشرقي تقوم بإفراغ الركاب عند تلك الصينية وتتجه إلى موقف شروني، ويكابد المواطنون وخاصة المرضى للوصول إلى المستشفيات ومؤسساتها العامة والخاصة في الخرطوم.. عندما سألت أحد أصحاب «الركشات» عن قانونية حضورهم إلى هذا المكان ومنافسة الحافلات والهايس، قال انه حاصل على موافقة رسمية من السلطات. يحدث هذا رقم ان الحاجة لا تدعو لذلك لان أعداد الحافلات والهايس كافية لتغية هذا الخط، وهو قصير جداً وتستغرق الرحلة إلى «شروني» عشر دقائق ولهذا نشاهد المئات من الركاب يقطعون هذه المسافة راجلين لضيق ذات اليد، وكان يمكنهم الوصول إلى «جاكسون» بالبص الدائري، ولهذا فإن المسألة تتطلب إعادة النظر في خارطة توزيع الجديدة لمواصلات العاصمة، وإشراك أصحاب الوجعة في حل المشكلات، وألا يكون ذلك وقفاً على اتحاد وسائل المواصلات و الإداريين وحدهم وأن يشمل البعد الشعبي من الركاب..