أمهل الجيش المصري القوى السياسية (48) ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد والاتفاق على مخرج من الأزمة السياسية التي تعصف بمصر حالياً، وقالت القوات المسلحة إنها ستعلن خارطة طريق للمستقبل حال لم تتحقق مطالب الشعب. وقال الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة المصرية في بيان أمس: إذا لم تتحقق مطالب الشعب (خلال المهلة) سيكون لزاماً على القوات المسلحة أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها بمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان مفجراً للثورة. وأكد عبد الفتاح أن القوات المسلحة لن تكون طرفاً في دائرة السياسة أو الحكم، وان ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيداً من الانقسام والصراع، وأضاف: لقد عانى الشعب ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه، وهو ما يلقي بعبء أخلاقي ونفسي على القوات المسلحة التي تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أي شئ، بخلاف احتضان الشعب الأبي الذي برهن على استعداده لتحقيق المستحيل حال شعر بالإخلاص والتفاني من أجله. من جهة ثانية كشفت مصادر مطلعة بالخرطوموالقاهرة، أنّ الزيارة التي يعتزم الرئيس عمر البشير القيام بها للقاهرة في الرابع من الشهر الحالي لا تزال قائمة في موعدها، غير أن مصادر بالقاهرة أشارت إلى أنّ الحكومة ستقيم موقف التطورات السياسية التي تشهدها القاهرة حالياً، وأن احتمالات تأجيل الزيارة مرهون بسير تطورات الأوضاع بالقاهرة. وكشفت المصادر ل(الرأي العام) أمس، أنّ برنامج الزيارة تمّ إعداده، وأن وفد المقدمة وصل القاهرة بالفعل لاستكمال ترتيبات الزيارة. إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة ل(الرأي العام) أمس، إن أفراد الجالية السودانية كافة بخير، وقالت إن السفارة السودانية لم تتلق حتى مساء أمس أيِّ بلاغات بتجاوزات طالت السودانيين جراء الأحداث، وتوقعت المصادر أن تطرح بعض المبادرات السياسية لتسوية الأوضاع وإزالة فتيل الأزمة، غير أنها نبهت لتمترس الأطراف حول مواقفها.