في الطريق إلى مقر المطار الجديد الذي يقع بمدينة أم درمان بريفها الجنوبي، والذي تمّ مراسم توقيع عقد إنشائه ظهر أمس، كانت الآمال تحتل المساحة والمسافة، فصرحٌ جديدٌ ينضم إلى مقومات الوطن وقائمته، وفي إنجاز يحسب للشركة القابضة لمطارات السودان والتي فتحت مساحة مستقبل لمطارات بلادي ومواطنيها.. فمشروع مطار الخرطوم الجديد من المشروعات الإستراتيجية والتنموية المهمة، فكل المؤشرات والدراسات تبشر بأنه سيكون مطاراً محورياً لخدمة أفريقيا بأكملها بحكم مميزات الموقع الجغرافي، فالمطار الجديد الذي بشرتنا به الشركة القابضة لمطارات السودان تبلغ مساحته «103» ملايين متر مربع ويتم تصميمه على أحدث التقنيات والتكنولوجيا المخصصة لخدمة المطارات، غير سمة أساسية تميزه هي الكرم السوداني المشهود وحُسن الضيافة. الحاجة لمطار إضافي جديد هي بلا شك مطلب منطقي بعد ازدياد الضغط على مطار الخرطوم واتساع أجنحة خدمات الطيران المحلية والإقليمية والعالمية، بجانب انّ مساحة مطار الخرطوم الحالية «4?5» ملايين متر مربع لا تقارن بسعة المطار الجديد.. من محفزات مطار الريف الجنوبي لمدينة أم درمان هو ما يوفره من مهن ووظائف ومصدر رزق لمجاوريه ولعمالنا، فقد تم الاتفاق مع الشركة المنفذة (ِشركة جيك) على أن يكون عمل المقاولين السودانيين في المشروع بنسبة أقلها «20%» من جملة العمل ومنح العمالة العادية فرصة لكسب العيش وأن تمثل العمالة الفنية المحلية نسبة «20%» على الأقل، غير الهدف الرئيسي من إقامته وهو تشييد صرح يشبه وطن النجوم. الصين الشقيقة كعهدها دائماً هي شريكة في مشاريعنا الإستراتيجية والتنموية الكبيرة، ففي إطار التعاون بين حكومتي السودان والصين جرى العمل في توفير تمويل على القرض التفضيلي «700» مليون دولار عن طريق بنك التصدير والاستيراد الصيني وذلك لتنفيذ المرحلة الأولى من المطار وتمّ تحديد مدة «40» شهراً للتسليم من بداية التنفيذ. المطار الجديد، خطة تنفيذه تشمل مراحل يعتمد بعضها على شبكات الطرق والخارطة الموجهة لولاية الخرطوم، وتم الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى المحورية والأساسية وهي تنفيذ مناطق حركة الطائرات لمدرجين بطول «4000» متر وعرض «75» متراً، وممرين متوازيين بطول «4000» متر وبعرض «30» متراً، ثم مواقف الطائرات وملحقاتها بمساحة إجمالية تبلغ «35» ألف متر مربع، ويضم المطار الحديث «10» مداخل ومخارج للطائرات وصالة ركاب تحت سقف واحد تقع على مساحة «35» ألف متر مربع وتشمل على «5» أنابيب لتحميل المطار لتسهيل حركة المغادرين والقادمين. مطار أم درمان الجديد سيحقق نقلة ملموسة في مجال الطيران وسمعته اقليمياً وعالمياً، فربطه بأحدث تقنيات الاتصال والملاحة وأنظمة التشغيل، بجانب تشييد مراكز خدمية على مستوى عالمي وخدمات تشغيل الطيران من وقود وتمويل وخلافه يمنحه فرصة المنافسة العالمية لتخييره مطاراً محورياً لعامل الموقع المميز جغرافياً في أفريقيا ويمنح الطيران السوداني فرصة التحليق في فضاءات أرحب وآمال أوسع، فلتكن المرحلة المقبلة إسعاف الطائر الذي كان لا يهدأ (ٍسودانير) حتى (نطير) و(نرك) على كيفنا!