بدأت بعثة صندوق النقد الدولي زيارة للبلاد للوقوف على مجمل التطورات الاقتصادية والبرنامج الاصلاحي الذي يتم تطبيقه من خلال لقاءات مباشرة مع وزير المالية والإقتصاد الوطني والادارة الاقتصادية بالبلاد، وبحث الأستاذ على محمود وزير المالية والإقتصاد الوطني لقائه ببعثة الصندوق التي تزور البلاد حالياً برئاسة ادوارد الجميل التطورات الاقتصادية الراهنة ، كما تمت مناقشة الاداء الاقتصادي خلال النصف الأول من العام الجاري. وفى ذات السياق قال د.عبد الرحمن ضرار وزير الدولة بوزارة المالية ان زيارة بعثة صندوق النقد الدولى للبلاد تأتى فى اطار البعثات العادية التى يرسلها الصندوق للدول الاعضاء، وتختص بتقييم الوضع الاقتصادى العام، وتقديم بعض النصائح، بجانب تقييمهم لأداء الاقتصاد السوداني خلال الاشهر الستة الماضية. واضاف الوزيرفى حديثه ل(الرأى العام)، لقد ملكنا البعثة جميع المعلومات المطلوبة، والآن فى انتظار التقرير النهائى، كما اتفقنا مع بعثة صندوق النقد فى كثير من الآراء، وان البعثة متفقة معنا بان هنالك تحسنا فى اداء الاقتصاد فى السودان للعام 2013م مقارنة بالعام 2012م، من خلال المجهودات التى تبذلها الدولة، وكشف الوزير عن مطالبة السودان لبعثة صندوق النقد الدولى بتوفير دعم خارجى باعتبار ان اقتصاد السودان يعتمد بنسبة (100%) على موارده الداخلية، وان اساس المشاكل الاقتصادية هى الحصار الاقتصادى و الديون الخارجية، وتابع : أوصلنا لهم رأى الدولة فى ذلك. فى سياق آخر اوضح بروفيسور حسن بشير محمد نور عميد الاقتصاد بجامعة النيلين ان زيارة صندوق النقد الدولي للبلاد تعتبر روتينية تقوم بها البعثة من حين لآخر، وقال بشير ل(الرأى العام)، عادة ما يركز الصندوق على استقرار سعر الصرف والموازنة العامة والجوانب المتعلقة بميزان المدفوعات، وكل ماله علاقة بالقدرة المالية للدولة، بجانب ما يتعلق بتوفيق الاوضاع مع الدائنين من خلال نادى باريس، والمزايا التى تقدم لدول (الهيبك)، او الدول المثقلة بالديون، من خلال النقاش المتعلق بحقوق السحب الخاص بالمنظمات التى تتعامل معها الدولة، وأشار بشير الى ان أساس الزيارة الوقوف على الأداء الفعلى للاقتصاد بالبلاد، والاقتناع بان الدولة تبذل مجهودات اصلاحية خاصة فيما يتعلق بالموازنة والجوانب المؤثرة على سعر الصرف وميزان المدفوعات. واكد بشير ان حل المشاكل الاقتصادية بالسودان يتعلق بالوضع السياسى ، وتابع: الملفات السياسية هى العقدة الرئيسية فى الوضع الاقتصادي، ودون حلها لايمكن ان ينصلح حال الاقتصاد باى حال من الاحوال، خاصة الملفات العالقة مع دولة جنوب السودان وتطبيع العلاقات بين البلدين، ومع الدول المتعلقة بمبادرة (الهيبك)، واضاف: لم يستفد السودان من مبادرات اعفاء الديون بالصورة المطلوبة،ولا تقديم القروض بشروط مخصصة، والحصول على منح وهبات وغيرها، باعتبارها متعلقة بالملفات السياسية، مشيرا فى هذا الصدد الى ان دولة اثيوبيا التى تم اعفاؤها من الديون منذ العام 2005م ، شهدت تنمية الآن. واضاف: اما فيما يتعلق بالاصلاح الداخلى للاقتصاد بالبلاد، فان البرنامج الاسعافى ركز على احلال بعض سلع الواردات وتشجيع الصادرات، لاربع سلع وارد أساسية هى القمح والسكر وزيوت الطعام والأدوية، واردف: لم ينجز فيها شيء يذكر من جانب الدولة، ومثلها سلع تشجيع التصدير الاربع -الصمغ والقطن والثروة الحيوانية والذهب- ولكن الثروة الحيوانية والذهب كان الأداء فيهما أفضل، نسبة لاعتماد الثروة الحيوانية على الظروف الطبيعية ونجاح موسم الأمطار، وان جزءا كبيرا من الذهب اعتمد على التعدين الاهلى، فان ما يعتمد على الدولة لم يحدث فيه تقدم، نسبة للظروف التى تمر بها البلاد ويعلمها الجميع.على الرغم من ان السودان ينعم بموارد غنية وفرص كبيرة للاستثمار الخارجى. وفى السياق أوضح ادوارد الجميل رئيس بعثة صندوق النقد الدولي ان زيارته للبلاد تستهدف متابعة الأداء الاقتصادي والتطورات في الدول الاعضاء بهدف إعداد شامل توطئة لرفعة لمجلس المديرين التنفيذي بالصندوق .