انحدر رهط من فحول الشعراء العرب عبر خور ابو عنجة ليلا الي المدينة فصاروا ينظرون الي كل شئ بذهول ،الانارة ،السيارت ،البنايات العالية ، فقال احدهم :اننا يا اخلاء نجتاز وادياً يسكنه الجن فشدوا علي اوساطكم بالمناطق وكونوا علي حذر و سيوفكم مشرعة فلا تدرون من اين ياتي الشر. كان في الجماعة ذو الرمة و ديك الجن و الطرماح وكعب ابن زهير و اخرين. قبل شروق الشمس بقليل حطوا رحالهم بحوش فسيح و اعط...وا الابل العلف ريثما يستريح الركب الذي ضل الطريق. عقب طلوع الشمس بقليل بدات اسراب من الطالبات تسير ازاءهم في طريقهن الي مبني آخر مجاروا اذ لم يدركوا انهم اناخوا رواحلهم بين الداخلية و قاعات الدرس باحدي الجامعات . علّقت احداهن قائلةً :معقول ديل هجانة جابوهم بدل السواري؟؟ردت اخري:الله خلقني جنس ديل ما شفتهم ، طوال ،عراض ،بيُّض وجمالهم ذاتا عاتية !!!! سأل ذو الرمة اصحابه : هل هؤلاء نساء من الانس ام من الجن ؟رد الطرماح بل من الانس لان نساء الجن تلبس البراقع و الطيلسان . جاءت احداهن مسرعة عابرة ذات قوام ممشوق وخد اسيل وشعر طويل وساق ملتفة منسرحة فتقدم المرقش الاكبر ووقف ينظر اليها ثم انشد : ورب اسيلة الخدين بكر * منعمة لها فرع و جيد لهوت بها زمانا من شبابي * وزارتها النجائب و القصيد ابتسمت الفتاة وكشفت عن اسنان براقة حلوة التصميم فقفز سويد ابن ابي كاهل و نحي المرقش جانبا و انشد : حرة تجلو شتيتا واضحا * كشعاع الشمس في القيم سطع صقلته بقضيب ناضر * من اراك طيب حتي نصع جلست مجموعة من الطالبات علي ارائك في ظل قريبا من جماعة العرب يتحدثن عن هذه الجماعة ومن اين جاءوا وحتي ابلهم ليست سودانية فهي شاهقة الهيكل ضخمة الرؤوس. قامت احداهن و كانت ترتدي بلوزة ليس بينها و بين التنورة ود فلا يلتقيا الا ليفترقا وعندما ظهر شريط من البطن لمحه النابغة وقال : والبطن ذو عكن لطيف طيّه * والنحر تنفجه بثدي مُقعد في تلك اللحظة حاول احد الجمال ان يفلت من عقاله فامسكه احدهم و لبط به الارض فعلقت طالبة : اقسم بالله ديل ما طبيعيين ، ياربي ديل ناس تنظيم القاعدة؟؟ردت اخري : يا بت ناس القاعدة بعاينوا للبنات كدا ويقولوا شعر؟؟ديل صعاليق ساكت لكن ما صعاليقنا البنعرفن ...يستر الله . مرت جماعة من الطالبات فنظرت احداهن الي العرب بعين واسعة دعجاء نظرة تجمع بين الاستفهام و الاستعراض فانشد المنخّل العبدي : ديار للتي قتلتك غصبا * بلا سيف يُعد و لا نبال بطرف ميت في عين حيّ * له خبل يزيد علي الخبال سمعته احداهن و سالت : يا جماعة الزول دا بتكلم عربي؟؟ردت اخري: غايتو فيهو جزء عربي لاني سمعته قال ميت لكن المات منو ما عارفه!!! دار نقاش طازج بين جماعة الشعراء حول سواد هؤلاء النسوة وقد راي بعضهم انه جميل جدا بينما قال آخر خلاف ذلك ، فقام احد المنحازين للسمرة و انشد : اري السُمر اشهي منظرا عند عارف واشرف مطلوبا سما في المطالب فقل للذي قد فضّل البيض جاهلا رويدك لا ترغب لغير مناسب فكم بين قيراط من المسك قيمة وقنطار ثلج بارد من مراتب سمعته احدي المختفيات خلف جدار فبرزت اليه و قالت :ينصر دينك يا عمو طبعا زي اطراءك دا ناسنا فشلوا (فشول) شديد في ان يقولوا مثله . ابلغت احدي الطالبات ادارة الحرس و الجامعة بوجود هذه الجماعة فحضروا كلهم لاستجلاء الامر. اقترح احد الموظفين اطلاق عيار ناري في الهواء كنوع من التهديد ...صاحت احدي الطالبات ...يا ادارة هوووي ديل ما ناس تهديد ما شايفين الواحد فيهم سيفه زي الجربكس ؟ ثم ثانيا هم سووا شنوا عشان تضربوهم ؟؟؟؟ تجاهلت الادارة كلام الطالبة وامرت باطلاق النار ....دوي صوت الرصاص و كر الاعراب علي الادارة فلمعت النصال و تتطايرت الرؤوس وهدرت الذخيرة ثم علا غبار كثيف جعل الرؤية مستحيلة وتصايحت البنات باصوات سنينة كعزيف الجن وصار الطلاب في بلبلة من امرهم ...هل يقفوا مع ناس الجامعة ام مع الغرباء الذين لم يقترفوا ذنبا يستحق هذه المعركة !!! تم اعتقال جميع الاحياء من الاعراب ووجهت لهم التهم الاتية: 1 _دخول السودان بصورة غير مشروعة. 2 _ اثارة بلبلة ثقافية باستخدام لغة عربية رفيعة. 3 _التغزل بطريقة (غير) فاضحة في بنات الوطن. 4 _مقاومة الشرطة بسلاح ابيض عتيق. 5 _الثناء علي اللون الاسمر وهي سابقة تُعتبر الاولي من نوعها