في الواقع السياسي الحالي طلبان لفعل سياسي، الأول طلب تفاوض من قبل السيد مني أركو مناوي نائب رئيس الجبهة الثورية ،و الثاني طلب وساطة من قبل السيد رئيس دولة جنوب السودان للوساطة بين الحكومة السودانية و قطاع الشمال. أفشل من تولوا منصب مساعد الرئيس في السودان هما مناوي و جعفر الميرغني و هذا الأخير لا له في العير و لا في النفير. أما الثاني مناوي فقد أعطى من قبل ما لم يحلم به و ما لم قدر عليه فطوف بين المنافي و الفجاج و عاد بلا أخفاف ليطرح الفج من المقترحات. طلب السيد مناوي طرحه من سويسرا في أعقاب فشل لقاء مشبوه المصدر منعت الحكومة قادة سياسيين من الخرطوم الذهاب إليه ففشل. أما الفشل الإضافي للسيد مناوي فيكمن فيما يدور في أروقة الجبهة الثورية. مناوي التائه في سويسرا تتوه ايضا في ربوع السودان قواته في منطقة السكة حديد بجنوب كردفان بعيدا عن مسارحها المعتادة و قواته الأخرى في منطقة تتوه فيها في جنوب كردفان كما يتوه هو و خليل بين سيطرة الحلو على الأوضاع في النيل الأزرق ووصول قوات لهم أضحت و كأنها حبيسة في مواقع جديدة لا تألفها و الخريف على الأبواب. ليس كل من يطرح دعوة للحوار جادا فيها و ليست كل دعوة مقبولة. الدعوات التي ترد من المتمردين و هم في لحظات ضعف يسعون بها لتقوية أنفسهم ،حتى و إن لم يكن ذلك كذلك فإن الحوار مع الجبهة الثورية لا جدوى منه. الحوار المستحق مكانه قطاع الشمال و هو حوار طلبته وساطة أفريقية و يلقى قبولا دوليا و له تأريخ و منطق و قبول. في هذا الحوار طرح السيد رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت طلبا ليتوسط بين الحكومة السودانية و قطاع الشمال و لا أعلم سببا يمنع الحكومة من قبول مقترح و طلب السيد سلفا كير و أمامها أن تقبل منه النتائج التي تحقق لها مرادها و ترفض سوى ذلك و في كل الأحوال ستكسب الحكومة و أقل مكسب أنها ستكسب السيد سلفا كير و حكومة الجنوب و إذا نجحت الوساطة فقد تحقق المراد و إذا فشلت ستكسب الحكومة الجنوب أو على أقل تقدير وقف دعم الجنوب لقطاع الشمال. نحتاج لقوة نرفض بها دعوة حوار الجبهة الثورية و نقبل بها وساطة السيد سلفا كير.