انحسار النيل المفاجيء في فترة تخزين المياه في الخزانات لحصاد المياه وشح الامطار هذا العام تخوف الكثير من المزارعين والمسؤولين من تأثيره على الموسم الزراعي الحالي وموسم العروة الشتوية الذي قرر له الأول من نوفمبر الجاري وحتى نهاية الشهر دفع بمجلس الولايات لاستجواب وزير الري والموارد المائية عن انحسار مياه النيل والتحوطات اللازمة لحجم المياه وآثار انحسارها، حيث اشار الوزير الى ان ايرادات روافد النيل في فترة الفيضان كانت متفاوتة في الايراد سجل فيها ايراد النيل الازرق (97%) حتى سبتمبر وانحسر إلى (69%) وسجل ايراد نهر عطبرة (70%) وانحسر بشكل حاد الى (49%) في المعدل، مبيناً ان نهر الدندر هو الأكثر انخفاضاً في القرن الحالي، حيث وصل الى (36%)، وانحسر نهر الرهد الى (33%) وعزا الوزير النقص هذا العام لقلة معدلات الامطار في الاحواض المغذية للروافد التي تنبع من اثيوبيا واريتريا، كما ان الامطار كانت في حدود المعدل في كل المناطق الجنوبية الشرقية وادنى من المعدل بقليل في المناطق ملكال والنهود وابونعامة وكادوقلي والدويم وكوستي وبعض اجزاء القضارف، وكانت دون المعدل في مناطق السودان الاخرى، وتعهد الوزير بوفاء متطلبات الري للعروة الشتوية والصيفية بالرغم من تدني الامطار في المشاريع المروية. وذكر الوزير إلى انه سيتم الوفاء بمياه العروة الشتوية بمشاريع النيل الازرق لزراعة (73) ألف فدان قمح و(49)، كما سيتم الوفاء بري محاصيل العرة الشتوية بولاية نهر النيل (100) ألف فدان قمح الى جانب البقوليات وتقوم الولاية الشمالية بتحديد المساحات التي ستزرع في العروة الشتوية المقبلة مع توفير الشفاط لازالة الاطماء من (الجنّابيات) والطلمبات، اذا كانت تلك هي تطمينات وزارة الري فان الولايات شرعت في الاستعداد للموسم الشتوي مبكراً، حيث اعلن المهندس أحمد عباس - والي سنار - ان الولاية بدأت في زراعة محاصيل العروة الشتوية المقررة من بينها (50) ألف فدان من زهرة الشمس تمت زراعة (15) ألف فدان نسبة للفجوة في الحبوب الزيتية مشيراً الى ان المساحات المتبقية جاهزة بكل مدخلاتها والتقاوى.وذكر بأن مستوى المياه بدأ في الارتفاع بعد انحسارها في الفترة الماضية فالموقف مطمئن من ناحية الوارد، لكن الادارة الزراعية بمشروع حلفا الزراعي أكدت ان خروج المحاصيل الصيفية سيكون متأخراً هذا الموسم الأمر الذي يؤدي لاستهلاك (90) مليون متر مكعب من المياه المقررة لزراعة القمح الشتوي وان وزارة الري قررت انه يمكن زراعة محصول القمح في العروة الشتوية لحوالي (5 - 10) آلاف فدان، ولكن المزارعين يفضلون استغلال المياه المخزونة لري زراعات الفول والقطن التي زرعت متأخرة وتوقعت مصادر بولاية كسلا حدوث تدني حاد في انتاجية العروة الشتوية لهذا العام نسبة لتأخر الامطار بالعروة الصيفية مما قد يؤدي الى بعض التأخر في العروة الشتوية ولانحسار نهر القاش مبكراً.