الوقوع في الحب وحده ليس كافياً لإقامة علاقه زوجية ناجحة ومستدامة .. وليس كل اثنين يحبان بعضهما يجب أن يتزوجا .. وما يناسب البعض لا يناسب البعض الآخر .. وقد أكدت دراسات حديثة أن السن والوضع الاقتصادي والمادي وموافقة الأهل ، والطموح ، وتقارب وجهات النظرتعتبر من العناصر الضرورية في تحديد شريك الحياة الزوجية .. الحب بعد الزواج يختلف تماماً، ليس كما كان قبل الزواج (أشعار و رسائل)، فهو لا ينتهي تماماً لكنه يفقد مبالغاته وقوة اندفاعه، فتتضاءل المشاعر ، ويتحول المنزل الى أطفال ومسؤولية ، ووظيفة تدر دخلاً لتغطي هذه الأعباء وبهذا يزحف الواقع على الأحلام .. الزواج لا يقلل الحب كما يقولون ، لكنه يقننه ويضعه في حجمه الطبيعي ، عندها يتغير الكلام وتنتهي المبالغات ، فالكلام قبل الزواج يستخدم قاموساً ملوناً ، و بعده يتحول الى قاموس أبيض وأسود، بعض الناس يتكيف مع هذا التغيير وآخرون يرفضونه فيحدث الطلاق!! (الرأي العام)استطلعت عدداً من الشباب حول هذا الموضوع فجاءت إفاداتهم في المساحة التالية: يقول الشاب طلال محمد إن واقعنا الحالي محبط جدا و نسبة الطلاق تكثر فيه بسبب العالم الوردي الذي يعيشه المتحابون ثم ينقلب العالم بعد الزواج الى واقع سيء . ويقول أيضا ان الزواج التقليدي او ما يدعى بزواج الزمن الجميل (زواج الحبوبات) دائم، وتقل فيه نسبة الطلاق وهو يفضل هذا النوع من الزواج لكن بطريقة محسنة أي أن يكون نسبة الفهم متقاربة وأيضا تقارب الأعمار ومساواة المستوى الأكاديمي و موافقة الأهل. وقال: هذه العوامل تؤدي الى نجاح الزواج... وفي يأس من أمره طرق الشاب (محمد) قضية ثانية تؤلمه يقول فيها ان ارتفاع المهور وغلاء الأسعار والوضع الاقتصادي لايساعد على الزواج ويزيد نسبة العزوبية لدى الشباب، ويعزو (محمد) هذه المشكلة الى (العطالة) الموجودة في المجتمع وهو يناشد بحل هذه المشكلة ويطالب بصريح العبارة بفتاة تقبل بوضعه الحالي وتتزوجه وايضا هناك آراء أخذتها من خلال استطلاع قمت به مع أصدقائي على موقع (الفيس بوك) ،بعض الشباب قالوا إنهم لا يستطيعون تخيل حياتهم مع شخص لم يعيشوا معه (قصة حب) ، وآخرون أيدوا الزواج (التقليدي) ، وقالوا هو (المضمون) أكثر. وتحكي (س) تجربتها المريرة في الزواج وقد ذكرت ل(الرأي العام) أنها تزوجت عن حب ، وقالت: إن الزواج قفص نراه من بالخارج ذهبياً ونريد دخوله ولكنه من الداخل نجده جهنم ونسعى إلى الخروج منه ، وأضافت: الرجال أشكال وأنواع فهم يظهرون مالا يبطنون ، وتوصي (س) بالتأني في الزواج ، وقالت: في النهاية (الزواج قسمة ونصيب). وحين جلوسي في قهوة الخالة (زهرة عيسى) دردشت معها بخصوص هذا الموضوع وهي تحكي قصت زواجها بكل وجه صبوح، وتقول :تزوجت بالطريقة التقليدية من ابن عم لي وتم الزواج بصورة بسيطة وهو يعمل في الأعمال الحرة و شخص بسيط وذكرت أيضا انها لم تواجه مشكلة قط ، وبتعبيرها الجميل البسيط قالت:(ما اندفقت بيناتنا مويه)، وذكرت ايضاً أنها جدة ولديها سبعة أولاد وبنتان، وكلهم تزوجوا بنفس الطريقة .. وحينما سألتها عن رأيها في الزواج العصري قالت : انها عاجزة عن التعبير بخصوص هذا الموضوع وهي بعقلها الفطن البسيط تعتقد أن الزمن مازال بخيره. الزواج كما يقولون (قسمة ونصيب) وحظوظ ، أحيانا يلتقي زوجان يوم الزواج فقط ، اي أنهما يتزوجان زواج (تقليدي) فتنجح الحياة بينهما ويعيشان كل عمرهما في سعادة مع بعض حتى دخولهما القبر ، واثنان يعيشان حالة حب فتنتهي بعد الزواج وينتهي (عش الزوجية) ويذهب كل واحد منهما إلى حال سبيله ، وحب آخر يعيش وينجح.