أعلن الرئيس عمر البشير، الموافقة على استمرار انسياب بترول جنوب السودان عبر أنابيب ومنشآت السودان لميناء بورتسودان وتصديره للخارج. وقال في الجلسة الختامية لمباحثاته مع الفريق سلفا كير ميارديت رئيس دولة الجنوببالخرطوم أمس، إنّ زيارة سلفا والوفد المرافق له مثلت علامة فارقة في علاقات البلدين، وأكد اتفاقهما على إزالة كل العقبات والعوائق وتنفيذ كل الاتفاقيات الموقعة بصورة كاملة. ووجه البشير وزارتي الخارجية في البلدين بتنسيق ورعاية التعاون بين الوزارات المختلفة، وأكد أنه بعد اتفاق الخرطوموجوبا لا حاجة للدعم الخارجي لحل الملفات بينهما، وأكد تعاون رئيسي البلدين للعودة بالعلاقات إلى وضعها الطبيعي، وأعلن أنّ الحدود بين الدولتين ستكون دون عوائق ومفتوحة للتعاون، وأعلن البشير اتفاقه مع سلفا بالسير قدماً لإيجاد حل لتسوية ملف أبيي. وقال: لا نريد لأبيي أن تكون خنجراً في خاصرة البلدين. وأكد البشير التزامه بعلاقات حُسن الجوار واحترام سيادة الجنوب كدولة جارة تمتاز بخصوصية علاقاتها مع السودان، والالتزام بالاتفاقات الموقعة وتنفيذها بروح المسؤولية والإرادة السياسية كحزمة واحدة وباتساق تام بين مكوناتها وبنودها كافة، وأكد عزمه على مواصلة الحوار والسير بخطى نحو تجاوز العقبات بعون الأصدقاء. وقال البشير إنّ البلدين الآن على أعتاب مرحلة جديدة، ودعا جوبا لمساعدة آليتي تحديد الخط الصفري ووقف الدعم والإيواء الأفريقيتين بهدف إنجاز أعمالهما في أقرب وقت، واعتبر أنّ تحديد الخط الصفري أساسي لأمن الحدود وتبادل المنافع، ودعا لتشكيل اللجنة الوزارية العليا المشتركة واللجان التنفيذية لتضطلع بمهامها، ولفت إلى أنّ هناك أكثر من (30) لجنة وآلية مشتركة طبقاً لمصفوفة التعاون بين البلدين. من جانبه، نفى سلفا دعم بلاده لحركات التمرد، وأعلن اتخاذه الإجراءات اللازمة لإيقاف الدعم والإيواء حال ثبوته، وقال إنه لا يريد الدفاع عن نفسه أو ينكر كل شئ، باعتبار أن ذلك لا يساعد على التوصل لحلول، وأكد عدم مساعدة جوبا للتمرد، وأنه سيتخذ الإجراءات كافة تجاه منسوبيه حال ثبوت ذلك، لأن البلدين لا يمكن أن يعودا للحرب، وقال: نحن نواجه ذات الكوارث في البلدين. وأكد التزامه بما تم الاتفاق عليه لجهة أنه السبيل الوحيد للمضي قدماً إلى الأمام، وأضاف بأن القضايا تم بحثها بطريقة فعالة. وقال: نود أن نغلق الفصل القديم من الخلافات ونبدأ تنفيذ كل ما اتفقنا عليه. والتقى سلفا بقيادات الأحزب السياسية (محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي وحسن الترابي ومحمد مختار الخطيب). وقال د.الترابي للصحفيين إنه أكثر استبشاراً بمصائر أهل السودان جنوباً وشمالاً عقب لقائه سلفا، وأضاف: الآن أدركنا أنّ علاقة الشعوب مع بعضها البعض تبنى عليها العلاقات السياسية والأمنية وكل ما يترتب، وتابع بأنه ما دام أن الشعبين أدركا أن علاقاتهما أوثق مما كان يدركان ذلك يوم أن تفاصلا.