تابعنا في الأسبوع الماضي أفواج العائدين من متمردي النيل الأزرق وجنوب كردفان وكيف أن أهلهم اعتبارآً من قمم السلطة هناك أحسنوا إستقبالهم، ولم يجد العائدون هنا وهناك ما يقلل من حماسهم بالعودة وإغراء أمثالهم باللحاق بهم خاصة وان هؤلاء لم يوضعوا عكس الريح كما نعبر أحياناً، وإنما جرى تأمين أوضاعهم المعيشية بإعادتهم إلى مواقع العمل التي كانوا يشغلونها قبل ان يتمردوا ويحملوا السلاح ويعملوا في ديارهم تخريباً وتقتيلاً، وأيضاً هناك في بقاع مختلفة تناظر دارفور طرأ شيء جديد وكبير ومؤثر وداعم للسلام واستعادة حمل شرف الوطنية مجدداً التي نبذوها سنوات عديدة بعضها يرجع إلى العام 2003م .. إن الحدث المستجد الآن هناك وانشقاق أكثر من «2» ألف جندي من حركة العدل قيادة جبريل وإعلان هذه الكتل البشرية المسلحة المزودة بآليات الحركة انضمامها للجناح الموقع على السلام.. ومصدر هذا النبأ هو «سودان راديو سيرفس» وفقاً لما أوردته «آخر لحظة «14/9» ويجيء في تفاصيل هذا الحدث الكبير ان مجموعة جديدة بقيادة إسحق عبد لله وقماش محمد أبكر قد أعلنت عن انشقاقها من حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم بقوة قوامها أكثر من ألفي جندي «2 ألف جندي» وانضمامها إلى حركة العدل والمساواة الموقعة على السلام بقيادة بخيت دبجو، وقد رشح عن المجموعة إنها إنشقت بسبب التهميش الذي وجدوه منذ مقتل مؤسس وزعيم الحركة السابق الدكتور خليل إبراهيم.. ونقل عن نائب قائد المجموعة المنشقة قماش محمد ابكر - طبقاً لسودان راديو سيرفس من غرب دارفور انهم انضموا إلى الجناح الموقع «للسلام» بقوة عسكرية كبيرة وعدد 15 عربة لاندكروزر يقودها عشرة من القواد هم من مناطق مختلفة .. قال على وجه التحديد «القوة بتاعتنا» عددها «2737» جندياً وهؤلاء القياديون العشرة من مناطق عديدة منهم حبري سنين عبد القادر من الرفيدية وحسين ضي النور من سرف جداد.. واسحق عبد لله من أرمن ومحمد يحيى من سريا وسنتين آدم محمد من بئر سلينية وابكر آدم من منجورا وعيسى يحيى من شاتان.. قال متحدثهم نحن عرباتنا بسيطة جداً لكن عندنا قوة ماشا لله وعتاد حربي وجميع المعدات .وقال قماش إنهم يجرون اتصالات مع قيادات أخرى من ضمن فصيل جبريل إبراهيم ويتوقع أنهم سينضمون إليهم قريباً.. وكانت ردود الفعل بالنسبة لجبريل أنه أبدى نفياً لهذا الحدث المدوي في أوساطهم باعتباره «تشويه» لحركتهم.. ونفس الوقت يسجل للصادق يوسف زكريا.. الناطق باسم حركة العدل والمساواة الموقعة للسلام بقيادة بخيت دبجو يسجل له ترحيبه بالقوة التي أعلنت إنشقاقها وانضمامها إليهم مجدداً.. في ذات الوقت جدد مناشدتهم للمجتمع الدولي بالتدخل لإطلاق سراح أسراهم لدى حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم- المراقبون يرون ان هذا الانشقاق الكبير هو بداية لتلاشي هذه الحركة المسلحة التي يقودها جبريل ان لم يكن إضعافها إلى مدى كبير.. ويبدو أن الرئيس البشير في مفتتح فعاليات المؤتمر السادس للإتحاد الوطني للشباب السوداني «الأحد الماضي» كان يقرأ كل مؤشرات بوصلة الأحداث حين قرر ان العام «2014» سيكون نهاية للتمرد والحركات والصراعات القبلية والأثنية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، قال إن هدف الحكومة هو ان تصل إلى العام 2015م حيث إجراء الانتخابات العامة بكل شفافية ونزاهة في كل مستوياتها دون وجود صراعات.. يبدو أن ما كان يهدد البلاد من أطرافها آخذ في التلاشي حيث تنبسط فوق سماء الوطن أجنحة السلام والوئام والتلاقي في كل الأنحاء إن شاء لله..