نظم معهد الكوارث واللاجئين التابع لجامعة أفريقيا العالمية منتدى مهماً حول التدهور البيئي وآثاره على البيئة بالقاعة الكبرى بوزارة الزراعة والغابات مؤخراً لأهمية موضوع المنتدى كان هنالك حرص شديد لحضوره، وبالفعل كان حضوري لوزارة الزراعة والغابات قبل بداية المنتدى بساعة كاملة لأنني توقعت ان الحضور سيكون كثيفاً وربما سيكون هنالك ضيق لإيجاد موقع في القاعة الكبرى بالوزارة لحضور المنتدى ان تأخرت في الحضور، المعلومات التي قدمت في المنتدى كانت غاية في الأهمية من حيث الموضوع والأسلوب الذي قدمت به. صحف الخرطوم تناولت المنتدى والأوراق التي قدمت والسادة مقدميها من خبراء البيئة ولا أود تكرارها. الملفت للنظر في ضعف الحضور عكس ما كنت أتوقع من حضور كثيف. السيد وكيل وزارة الزراعة والغابات بالإنابة الذي خاطب المنتدى مؤكداً أهميته بالنسبة للوزارة ولقطاعات الشعب السوداني ومرحباً بالحضور وبخبراء البيئة على أختلاف مواقعهم وبمعهد الكوارث واللاجئين لتنظيم المنتدى، كان الممثل الوحيد بوزارة الزراعة والغابات والعاملين بها. حقيقة استفزني غياب العاملين بوزارة الزراعة والغابات والمنتدى بعقر دارهم مما دعاني لاستفسار البعض من العاملين بوزارة الزراعة والغابات فكان ردهم بأنهم لم يسمعوا بانعقاد هذا المنتدى من قريب أو بعيد، قلت في نفسي من المسئول عن هذا الذي تم؟ اعلام الوزارة أم أعلام معهد الكوارث أم الذين بيدهم الأمر في المرفقين؟ قضايا البيئة وتدهورها والمخاطر المتمثلة في التصحر، تغير المناخ، ملوثات البيئة ونقص الانتاج الزراعي والصناعي إلخ.. هي قضايا مهمة تهم الجميع لأن انعكاساتها السالبه تقع على كل القطاعات وأول المتأثرين بها هم الذين يتسببون فيها. الوعي بقضايا البيئة وتدهورها وأخطارها ما زال في اطواره الأولى بالنسبة لأقطار العالم الثالث والسودان منها، والحاجة ماسة لتكثيف الجهود للتنوير والتعبير بها لدى كافة فئات شعوب تلك الأقطار، العالم بدخولنا يشهد تحركات مكثفة لتوصيل رسالة البيئة وأهمية المحافظة علي بيئة نظيفة وآمنة. ويقول خبراء البيئة ان الانسان بتدخلاته في البيئة بغير رشد هو عنصراً أساسي في تدهور البيئة ولذلك فهم ينادون ويطالبون بتوخي التوازن في التعامل مع البيئة ويحذرون من مغبة الاستهتار بالتعامل السفري مع قضايا البيئة أو غض النظر عن تحذيراتهم وتجاهلها في ممارسة أنشطتهم الجنائية في بيئتهم. البعض من فئات المجتمع برغم إيمانهم بقضايا البيئة. في أهميتها فانهم يرمون باللوم على بعض خبراء البيئة الذين لا يحسنون مخاطبة المجتمعات بما يكسبها ثقتهم والاستماع لما يحذرون منه والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى تدهور وتلوث البيئة. فهؤلاء البعض يقولون ان هؤلاء الخبراء بأساليبهم تلك هم في حقيقة الأمر منفرون لكثير من فئات المجتمع للاستماع إلىهم. فيعتبرون ان الذي تقع مسئولية التنوير والتبصير يمثل قضايا تدهور البيئة ومخاطرها يحتاجون لتدريب. يعلمهم كيفية التعامل مع فئات المجتمع لكي يعوا ما يدعون له. فهؤلاء رغم معارفهم في حاجة إلى إعادة تأهيل لتوصيل رسالتهم. في إعتقادي ان هذا الحديث فيه جانب كبير من الصحة لتوسيع قاعدة المتنورين والمتبصرين بمخاطر تدهور البيئة عليهم وعلى من حولهم وتحملهم لمسئولياتهم في الحد من أسباب التدهور. الانسان في بعض الأحيان عدو لنفسه يجلب له الكوارث بسبب جهله لما يصلح ويضر. قد يستوي المثقف أو المتعلم أو غير المتعلم في جهله لبعض الأمور كقضايا البيئة ومخاطرها لأسباب متعددة. البعض يرى في نهج بعض خبراء البيئة تهويلاً ومغالاة في اخطارها المدمرة وضرب لي أحد من ناقشتهم في أمر من يدعون مغالاة أهل البيئة في وصف أخطارها قائلاً أنه قرأ في إحدى الصحف اليومية التي تصدر في الخرطوم أن أحد خبراء الارصاد الجوية الأمريان ذكر في دراسة علمية له بأن خبراء البيئة يبالغون في اخطار التدهور البيئي وذكر بأن ارتفاع الحرارة التي يشيرون إليها كخطر ماثل ومحتمل في السنوات القادمة ليس عالمياً وفي كل موقع وانما ذلك في مواقع محددة ولاسباب خاصة بتلك المواقع. نحن نود ان نسمع من السادة خبراء البيئة عن كل ما ذكر ومع ذلك فنحن من الموقنين بضرورة اتخاذ التدابير العملية اللازمة لمنع تدهور وتلوث البيئة ومن غير تهويل. والله من وراء القصد مهندس زراعي بالمعاش