للانسان قدرات ثوريّة تختزن نفسها داخل مخازن الجسم ليستخرجها عند اللزوم... بعض هذا اللزوم هو مواجهة الحالات الصعبة التى تعترض الانسان فيحتاج وقتها الى رفع مستوى انفعاله للتلاؤم مع الموقف (الصلبة)! تستخرج هذه القدرات الثوريّة نفسها بدون ارادة الانسان... فهو اصلا لا يعرف طبيعة هذه القدرات ولا مصدرها ولا أين تقع هذه الوظائف فى خريطة جسمه... لا يعرف المخزون ولا المخزن ولا أمين المخزن! الغدّة الكظريّة أو الغدّة جار الكلويّة من مخازن الجسم... غدّة صمّاء ملاصقة للكلى هى المسئولة عن افراز هرمون الادرينالين لتحافظ على (حماس) الانسان فى الاستمرار بالحياة... لكن فى حالات الانفعال يحتاج الانسان الى كمية أكبر من الادرينالين لمواجهة مواقف انفعاليّة طارئة... استطيع القول بشجاعة علميّة أنّ الادرينالين هو هرمون الثورة والثورة المضادة... يعنى لا تستطيع حركة مسلحة أن تكون مسلحة بدون أن يفرز أعضاؤها مقدارا زائدا من الادرينالين... فالحركة المتمرّدة والشراكة المتشاكسة تبدأ بزيادة افراز الادرينالين! اذن الادرينالين هرمون وظيفته الرئيسة الاعانة على تعبئة موارد الجسم فى أوقات الخطر والأزمات, حتى أزمات الجسم الخاصة, فهو يفرز فى الدم بغزارة فى لحظات الشدّة التى تداهم الجسم كحالات النزف وانخفاض نسبة السكّر بالدم وانخفاض ضغط الدم والتعرّض المفاجئ للموجات الباردة والانفعالات النفسيّة وصدمة الحساسيّة وصدمة لسعات حادة من سرب من النحل... اذن الادرينالين هو هرمون الطوارئ! بمراكز البحث العلمى تجرى تجارب لا تتثاءب من أجل تخليق ادرينالين يرفع من درجة تفاعل الانسان مع المواقف الصعبة ومجموعة الأزمات واللحظات الحرجة... بل ومن أجل استخراج أقوى ما فى الانسان من انفعال كامن! آخر فيلم شاهدته على شاشة سينمائيّة كان قبل ليال عشر: فيلم ادرينالين... وهو فيلم عربى يجارى أفلام الخيال العلمى الهوليودية التى لا ترى اضواء السينما الا بانتاج ضخم... فيلم ادرينالين يعبّر بلغة سينمائيّة بأنّ هرمون الادرينالين لو أحسن توظيفه يصنع انسانا ذا قوّة خارقة لكنّه مسلوب الارادة! ربما يثبت بأنّ بعض الحل لمشكلات السياسة السودانية الطارئة هو ضبط جرعة الادرينالين... فالادرينالين هرمون ثورى!!