يروي الاستاذ علي لطفي من اعيان مدينة رفاعة أن والدهم لطفي عبد الله قوي حل ضيفاً بمنزل الفكي محمد اسماعيل بالنوبة بولاية الجزيرة وكان يعمل في سلك التعليم يومذاك ويعمل لطفي مفتشاً بالمدارس الصغرى.. قضى لطفي ليلته مع محمد اسماعيل ورأي في منامه أن المصطفى عليه الصلاة والسلام يهديه سبحة وطاقية بيضاء.. وفي صباح اليوم التالي جاء، الفكي محمد اسماعيل بذات الطاقية والمسبحة التي راها في منامه.. وطلب منه الفكي ان يأخذ الطريق عليه.. لكنه اصر أن ياخذه الى أهله الصادقاب.. فظلت الرؤية تتكرر له.. وهو في طريقه إلى الكاملين.. فجاء راجعاً ونال الطريقة على يد أستاذه وشيخه محمد اسماعيل. الرواية تؤكد التاريخ الراسخ للتعليم في منطقة النوبة.. حيث بدأت حركة التعليم بمبادرة من الشيخ طه حمد.. وهو رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب لكنه كان متفتح الذهن.. بعيد النظر .. حيث اقنع السلطات يومذاك ان تصدق له بمدرسة أولية باسم النوبة الاولية سنة 3291م.. ونجح في إفتتاحها في منزله سنة 7291م.. بعدد من الطلاب منهم كرار صباحي.. واسماعيل محمد اسماعيل وآخرين.. وأغلقت المدرسة سنة 1391م لقلة الطلاب وانتقلت للمسيد وترى بعض المصادر ان هناك غيرة بين مواطني النوبة والمسيد حول المدرسة وأنحازت إرادة احد المسؤولين في التعليم لصالح المسيد، المدرسة التي تحمل الآن اسم رائد من رواد التعليم الاستاذ ابراهيم العبيد.. وقد عمل معلماً بالمدرسة قبل أن يختم بها مسيرته التعليمية.ويقول الاستاذ اسماعيل المبارك إن إرادة المواطنين ورغبتهم الملحة في التعليم أدت إلى بناء مدرسة جديدة وبدعم شعبي وقال إن طوب المدرسة تم جلبه من الجريف شرق على ظهر المراكب.. وافتتحت المدرسة للمرة الثانية سنة 9391م. المدرسة كانت تحمل اسم «مدرسة النوبة الابتدائية» وأصبحت تحمل إسم ابراهيم العبيد ارتبطت في تاريخها الطويل بتلاميذ أسهموا في بناء نهضة السودان، منهم العميد «م» عبد الله الشيخ الهادي أول دفعة في الكلية الحربية شارك كضابط في قوات حفظ السلام في الكنغو، ومحمد العبيد اسماعيل مراقب عام للاذاعة السودانية، وحسن عباس التوم مدير عام وقاية النباتات الاسبق، بروفيسور محمد بخيت سعيد مدير عام هيئة البحوث الزراعية، وعبد الكريم احمد يوسف المستشار بسفارة السودان، بالسعودية، محمد عثمان فاروق أمين مجلس إدارة الخطوط الجوية السودانية الاسبق، وعبد الله عثمان رئيس اتحاد الحرفيين، والراحل عمر محمد اسماعيل محافظ النيل الازرق ومعتمد اللاجئين ويوسف محمد عثمان محافظ النيل الابيض في حكومة مايو، والممثل النور الانقاري من رواد الحركة المسرحية من زملائه عوض صديق واسماعيل طه، والفقيه الشيخ الهادي ويقال إن مكاتب الاستفتاء كانت تأتيه من مصر.. والمقري محمد بابكر بالاذاعة. مدرسة ابراهيم العبيد اكملت الآن (28) عاماً وكانت قد إستعدت للاحتفال بيوبيلها الماسي قبل (7) سنوات.. ويناشد الاستاذ الحاج محمد عبد القادر جميع خريجي المدرسة الاسراع للاحتفال بهذا الحدث التاريخي الذي يؤرخ لتجربة تستحق الاحتفال بها على نطاق واسع.