يحرك ساكن القلوب بغناء الحماسة مما اتاح له مساحة واسعة وسط معجبي فنه المطرب الكبير على ابراهيم اللحو رفد الساحة الفنية باعمال راسخة في وجدان الشعب بجانب ذلك فهو باحث يمتلك ناصية الحديث قلبنا معه بعض الاوراق فخرجنا بهذه الافادات.. -------------------------------------------------------------------------------- مرتع الصبا نشأتي الاولى ومرتع صباي كان بقرية مويس وهي قرية حالمة تقع بالتحديد جنوب غرب شندي نشأت وحولي حلقات الذكر ومدح المصطفى (ص) بجانب ذلك الرعي والماشية التي قوت صلتي بالتراث والكلمة الطيبة. فاستمدت هوايتي من هذه البيئة مع وجود المغنيين الشعبيين مثل آدم الزاكي وهذا كان في حقبة الاربعينات الانتقال للخرطوم هنالك حقيقة قد لا يعلمها البعض وهي انني اتيت للخرطوم محارباً وليس مطرباً وذلك عند التحاقي بالجيش وكان ذلك في العام (1955م) وباقي التاريخ موثق. دخول الاذاعة وسر لقب اللحو في العام 1963م أتيحت لي فرصة في الاذاعة السودانية بعد ان اصبحت مطرباً معروفاً في ليالي المدينة وكان الاستاذ عثمان مصطفى (أبوشادي) يطلق عليه لقب(علي المغرد ) لانه في ذلك الزمان كان هناك فنان اسمه علي ابراهيم سبقني في التسجيل للاذاعة وكان يقلدني وهو من حي ودازرق بودمدني وكان لابد من فصل تطابق الاسم . المهم ونحن في طريقنا للاذاعة وقفنا للراحة بالقرب من خور ابوعنجة حيث كانت وسيلة المواصلات صعبة .المهم فجأة قال لي العازف الكبير عبدالله عربي وجدتها أنت من اليوم اسمك علي ابراهيم اللحو علماً بان اسمي الحقيقي علي ابراهيم عبد الرازق ومن يومها صار لقب اللحو مربوطاً بشخصي واخرجني من موقف محرج وذلك عندما سمع عمي بأني سوف اسجل للاذاعة، حمل عصاه من شندي وجاءني وقال لي لا تغني باسم أبي في الاذاعة والاعصاي دي تاباك لان المفهوم عن الفنان كان صعباً والحمدلله الاستاذ الراحل أحمد المصطفي لعب دوراً كبيراً في تغيير هذه النظرة. اما عن اللحو فهو عمدة كلي وليس لي علاقة به. البيئة واثرها على الفن حقيقة ارتباطي بالبيئة ومعايشتي لكل هذا التناول جعلني قريباً من أعمالي احسها وأراها أمامي فأنا أستمد جميع اعمالي من بيئة الجعليين والشايقية وكل بيئة فيها احساس شعري يمدح هذا الوطن الحبيب وتعاملت ايضاً مع اغنية المدينة كثيراً. مدرسة دار جعل الاغنية الشعبية موجودة عند كل قبائل السودان وايقاع الدلوكة ينتشر بين كل هذه المتباينات وهو ايقاع يذكي الحماسة وهذا النوع هوالذي تميزت به. تراث الجعليين احتضنت أغنية الجعليين من المعايشة بالكرم والشهامة وأتت الاعمال مشبعة بالثقافات والصوفية مثل ما قيل في عاجات اللحو. دابي القاش حليلو الفي المحاصة بكر ومن شوفتو ناساً ان شاف الحديث زايد بقالو كتر يشلح في الطبول وزمر وهذه الاغنية قدمت عناوين غير واضحة للمتلقي مثل (أبورسوة) وهوالاسد الجبيرة و(هرش) ذو الشعر الكثيف و (الغارب الوكرة) وهوالجالس على الغابة الكثيفة الحشائش وتمساح دار كلي البمرق مع الهجعة اي الذي يمرق قبل طلوع الفجر عندما تنقطع رجل اي انسان. ابو شمة اللزوم وكم درج العاطلة وهوالاسد المربعن الدونه الرجال كاسرة . التركيز على الفلوت كل مطرب له آلة دائماًَ ماتكون طاغية على بقية الآلات الموسيقية في مجموعته واختياري لآلة الفلوت لانها راسخة في ذهني وتشبه (الزمبارة ) التي تصنع من عرق الاشجار اوالفروع. المفردة الشعبية هناك مفردة تقول (كفات بالشمال) والكفات هوالاسد الذي يضرب بشماله وهذه المفردة نظمها الشاعر القومي حمدان ودالعمدة ودالبيه حينما يمدحه ويقول : كفات بالشمال أسد الكراي الفادح وحجر غابتو بمنع البقر السارح من تراثوا الفارس بغزو والدارة تصبح طارح قمر السبعتين الماهلة ودالبارح ماذا قدمت من هذا التاريخ عندما قدمت أغنية المك نمر التي اخذتها من رواية الاستاذ ابراهيم العبادي حاولت أن اقول للناس بان المك نمر اصلاً لم يهرب ولكنه قام بعمل تكتيكي رائع وهو خروجه من شندي وكلمة الكر والفر موجودة في العرف العسكري وانا عملت بالقوات المسلحة وأعرف ذلك والمك عمل ذلك حتى يطارده الدفتردار في مكان آخر وبذلك يحمي المنطقة وفي ذلك قلت : مابفز حاشاهو كلا وحاشا لمام «لهمايل» الفي العتامير طاشة ذو عفة وثبات وكرم معاهوبشاشة تشهد دار جعل يوم حريق الباشا الايقاعات السودانية كثيرة منها ايقاع الدلوكة الموجودة في الريف والتمتم وقد وظف في آلة الاورغن ولكن الايقاع الوحيد الذي لا يوجد له مثيل في العالم هو ايقاع الدليب وهذا الايقاع لايعرفه حتى الافارقة أنفسهم ولم يدون موسيقياً ولايمكن أن يوظف مع اية لة خلاف الطمبور وهذا ما أكدته التجربة والابحاث الفنية لم تفصح عن هذا السر حتى الآن .