في كل فترة تظهر أساليب جديدة «للتسول» في الأسواق والجامعات والأماكن العامة وهذه الأساليب تعددت بصورة ملفتة للنظر.. حتى صار المواطنون لا يعرفون من هو المحتاج ليتصدقوا عليه من أموالهم، لا سيما وأن الكثيرين منهم يظهرون بهندام جميل وأحذية أنيقة حتى قال الناس إن «التسول» أصبح مهنة للشباب من الجنسين وكبار السن.. وفي استطلاعنا لبعض المواطنين حول هذه الظاهرة عبرت «نازك محمود» - موظفة- عن استيائها الشديد، وقالت أوقفتني ذات مرة امرأة كبيرة في سنها ترتدي ثياباً نظيفة ظننت انها تريد أن تسألني عن مكان ما، لم أشك لحظة أنها «شحادة»، وقالت: «يا بتي خالتك محتاجة لحق المواصلات، وعن طيب خاطر اعطيتها مبلغاً من المال وبعد اسبوعين استوقفتني مرة اخرى فتذكرتها وعرفت أنها تمتهن التسول، وأضافت من تلك اللحظة لا أعطي «نقودي» الى أي شخص في الشارع بل أعطيها الى أقرب «مسجد» لشراء المصاحف، أما محمد الفاتح - طالب بجامعة الخرطوم- فقال: إن الجامعات امتلأت عن بكرة أبيها «بالشحادين» خاصة الفتيات الصغيرات اللائي يحملن أولادهن وتجد إحداهن تكثر الكلام والدعاء حتى تعطيها نقوداً»، وتسكت وإن لم تعطها يا ويلك تقيم عليك الدنيا وتقعدها حتى تظن أنها تريد منك مالاً، بينما تقول «عائدة الأمين» -معلمة- إنها لا تتصدق على أحد نظيف الملابس صحيح الجسد لأنه يمكن ان يعمل ويساعد نفسه.. وأضافت أن المواطنين أسهموا في إنتشار «المتسولين» لأنهم يساعدون غير المحتاجين. وترى الأستاذة إكرام بشير- أستاذة علم النفس- ان «الشحدة» مرض نفسي مثله مثل السرقة، لا يستطيع الشخص تركها بسهولة حتى لو امتلك أموالاً تغنيه شر «التسول» لأنه يراها قليلة «جداً» لا تكفيه.. وأشارت الى أن معظم هؤلاء «الشحادين» يحتاجون لعلاج نفسي ولمدة طويلة حتى يتركوها.