لا يخلو حائط منزل أو «كرنق» في جنوب دارفور من صورة فوتوغرافية معلقة - ضبطت تفاصيلها «فلاشات» المصور الأشهر هناك «بيضة» احمد محمد أحمد غاب الإسم وبقى اللقب «بيضة». سيرة الرجل امتدت لخمسين عاماً في التوثيق للعسكر والملكية على حد سواء.. ميلاده بالجنينة وحياته عاشها في نيالا الخضراء.. فامتلأ بؤبؤ عينيه بالجمال المفرط.. فأرض خضراء وسماء زرقاء صافية كاسمه.. لم يجعله ذلك في أن يوثق للطبيعة والجمال وتفاصيل الوجوه. الصدفة وحدها قادته لامتهان «التصوير».. كان يرافق زميله «أبوصلعة» من خمسينيات القرن الماضي في أزقة السوق الأفرنجي بالخرطوم.. ليلتقيا بالخواجة «يمنولي تادرس» أشهر مصوراتية العاصمة حينها.. دخلوا ليأخذوا «صورة» فعلمهم كيف يكون «التصوير»! يقول «بيضة» إنه بعد أن تخرج من المعهد العلمي بأمدرمان أخذ يبحث عن مهنة.. لفتت أنظاره «قطة» في باب استديو.. فدلفا هو ورفيقه «أبوصلعة» ليتصوروا مثلها فخرج هو مصوراً واكتفى «أبوصلعة» بالصورة. التحق بعدها «بيضة» بالجيش ليصبح أول مصور عسكري في القيادة الغربية وتدرج في رتب الصف حتى وصل الى رتبة «المساعد» «الصول» الرتبة التي تحظى باحترام العسكر.. فالصول «اب» الجيش في اعرافهم.. تقاعد للمعاش قبل عامين كان في تغطية فوتوغرافية لزيارة الرئيس البشير لنيالا حينها يمتطي دراجة بخارية يلاحق بها الموكب.. ارشيفه الخاص يحفل بحكام مروا على سدة الحكم.. وللرئيس الراحل نميري حظاً ووفرة من الصور.. ابناؤه الثلاثة علمهم كيف يكونوا مصورين بارعين يكسبون قوت يومهم من توثيق الجمال من الاستديو الذي افتتحه في سوق نيالا.. كأول محل تصوير فوتوغرافي في ثمانينات القرن الماضي.. بيضه واولاده يصنعون منه توثيقاً للحياة هناك.