? قبل عدة سنوات وعندما كان العمال يضعون اللمسات الاخيرة مثل طلاء الاسفلت الجديد الذي يربط بين امتداد ناصر وبري - سمعت صياح رئيسهم (الفورمان) العراقي الجنسية على ما يبدو.. «حرام عليكم يا ناس» وعندما اقتربت من الموقع كان أحد السائقين يحاول العبور بشاحنته فوق «الترتوار» الممتد على طول الاسفلت الذي كان يئن تحت حمولة الاطارات الضخمة. ? تبين لي ان الفورمان كان يحتج على ذلك السلوك الذي يشوه الطريق الذي كلف تشييده المليارات. ولم يكن ذلك الفورمان يعلم حينذاك أن السنوات التي تلت اكتمال هذا المشروع سيشهد خراباً اكبر في الطريق الذي يعتبر واحداً من أكبر انجازات ولاية الخرطوم. فالطريق السريع الممتد من شارع عبد الله الطيب غرباً إلى شارع الستين ليرتبط بكوبري المنشية شرقاً - يتميز بستة مسارات: ثلاثة من كلتا الجهتين - وبإنارة من خطوط الكهرباء الممتدة على طول الشارع. ? حالياً - للأسف الشديد - يعاني هذا الشارع من التصدع والخراب لو شاهده ذلك العراقي فإنه ربما يفقد عقله حسرة.. فبعض المواطنين الساكنين على جانبي الطريق «يقرشون» عرباتهم الخفيفة والثقيلة فوق «الترتورات» التي تتهشم من ِفعل الحمولة الثقيلة بمرور الايام. وقد شاهدت خلال جولاتي «الرياضية» في الأمسيات في الشارع الجميل «بلوكات» خرسانية منزوعة من الترتورات واستقرت أمام المنازل يلعب بها الاطفال. بل ان بعض المواطنين يحاولون اعادة الاستخدام لهذه البلوكات المنزوعة لاغراضهم الخاصة. ? وكأنما هذا التخريب ليس كافياً - فترك بعضهم أكواماً هائلة من أنقاض المباني ليس أمام بيوتهم مباشرة وحسب (وهذا في حد ذاته كان يعتبر مخالفة في الزمن الجميل) ولكن صدق أو لا تصدق «فوق الترتورات» وفي بعض الحالات تتدفق كميات من هذه الانقاض وتغطي جزءاً من الاسفلت يحاول السائقون تفاديه. ? هل نحن شعب متخلف يبخس انجازات تكلف اموالاً طائلة كما أحسب ان ذلك الفورمان يعتقد بذلك؟ ? ما العمل إذن لوقف هذا التخريب الذي اعتقد انه طال ايضاً كل طرق وشوارع الولاية؟ اقترح على المسئولين في الولاية ان يحرصوا على ارسال مراقبين لهذه الطرق «ملاحظين» كما كنا نسميهم أيام زمان لتحديد ما يلزم لصيانة التصدعات والنتوءات. وفوق كل هذا اقترح فرض غرامات على كل من يثبت ضلوعهم في التخريب- سواء أكان بترك سياراتهم فوق الترتورات او بفشلهم في ازالة الانقاض من امام بيوتهم.