بسبب عدم الشارع المسفلت ظلت مدينة الحوش والقرى التي بجوارها لزمن كبير يعانون في حياتهم الاجتماعية فإذا احتاج الواحد منهم أن يذهب الى المستشفى أو يذهب بأحد من أبنائه أو زوجته يتكبد المشاق حتى يصل الى مدني وإذا كان الوقت في فصل الخريف تتأزم الأحوال اكثر وأكثر فحكت إحداهن انها كانت تريد الذهاب الى مدني للإنجاب تقول قاربت على الموت لأن الشارع كان ممتلئاً بالأمطار ولو لا ستر الله لما وصلت الى هناك لكن الحمد لله الآن أصبحنا لا نخاف من مطر أو عدم مطر واصبحت المسافة قريبة بسبب الشارع ذهبنا الى هناك وتقدمت «الرأي العام» بالسؤال التالي الى المواطنين.. ماذا يعني لك الشارع الجديد وما هو الأثر الإجتماعي في نفوسكم؟ وتركنا إجابات المواطنين تنهمر على الورق. «بلقيس وليالي» كان رأيهما متفقاً فذكرتا أن هذا الشارع مجرد حلم لم يكن الناس يحلمون به كنا إذا أردنا الذهاب الى مدني نتكبد المشاق خاصة في فصل الخريف لأن الأرض طينية نتعب أكثر وأكثر ويقولا هنا في مدينة الحوش يوجد مستشفى ولكن قد تحتاج الواحدة منا للذهاب الى مدني للعلاج أو حتى الى الخرطوم لأهلنا هناك فنتكبد المشاق حتى نصل، أما الآن الحمد لله أصبح كل شيء سهلاً وميسوراً. أما أستاذ «وليد رجب» «تنحنح» قائلاً: كنت في السابق أعاني مثل أي مواطن موجود حين قدومي الى أهل زوجتي وفي مرة قبل الشارع كانت زوجتي على وشك الإنجاب وكنت ذاهباً بها الى المستشفى في مدني، تكبدنا المشاق حتى وصلنا الى هناك، لكن الآن وصلت بسيارتي في وقت وجيز دون أدنى معاناة. «سعاد» تقول في إنفعال شديد إن هذا الشارع أضاف الكثير من الناحية الاقتصادية والإجتماعية فقام بربط الناس مع بعضهم البعض وتقول: لولا الشارع ما لحقت ابنتي بالتسجيل الجامعي للقبول بأحدى الجامعات لأن ذلك اليوم كان آخر موعد للقبول وكانت هناك أمطار غزيرة لكن بفضل الشارع وصلنا في نفس اليوم قبل الإنتهاء. وفي السياق قال «قسم» أنا من سكان الحوش وأعمل بالخرطوم لكن الشارع احتاج له كل ما أردت أن آتي الى أهلي، كنا نعاني للوصول الى هذه المنطقة في فصل الخريف خاصة وكانت المسافة بعيدة جداً، أما الآن فأضاف للناس حياة سعيدة وأصبح بإمكان أي إنسان الذهاب في أي وقت وفي كل زمان الى المنطقة التي يرغب فيها دون خوف أو معاناة. الدكتور «عباس موسى» الاستاذ في جامعة السودان قال: هذا الشارع من المفترض ان يقوم قبل عشرين عاماً، كنا حين نريد الذهاب يحمل الواحد منا الهم الكبير لكن الآن الحمد لله ساعد على إنتعاش المنطقة وربط القرى بعضها ببعض لأن الواحد منا حين يريد الذهاب الى القرى المجاورة لزيارة ذويه وخلافه فقام الشارع بتسهيل كل هذه الأشياء كما أن هنالك فوائد مباشرة مثل وفرة الوقود والإسبيرات للعربات وأصبح الواحد منا يصل الى المنطقة التي يريد.