بقلم: بيماديت كاوناس ما هي أسباب الفساد ولماذا يفضل الناس الفساد بدلاً عن الأمانة؟ في ناميبيا -مثلاً- أصبح الفساد موضوعاً للنقاش في كثير من المنتديات - الوعاظ في الكنائس يصلون من أجل استئصال الفساد من المجتمع- والمحاضرات في الفصول الدراسية ونقاش دائر في البرلمان. ولكن هل هناك أي نقاش حول الاسباب الحقيقية للفساد في أفريقيا؟ من الطبيعي ان تكون الوسيلة الوحيدة لحل أية مشكلة ان نبحث للوصول إلى جذورها. هذه رسالة تشرح أسباب الفساد مع إدراك الدوافع الشخصية لأولئك الذين يعرضون الرشوة أو يقبلونها. ولكنها تؤكد من أسباب الفساد أولاً هو الفرصة الواضحة التي تتيح الرشوة مثل ظرف منتفخ بالنقود موضوع في جراج سيارات. هذا النوع من الفرصة في مؤسسات الدولة يمكن ان تكون شركة تعدين للحصول على عقود مشاريع دون عطاء أو قائمة طويلة من الرخص والرسوم المطلوبة لشحن البضائع داخل البلاد أو إلى خارجها. ثانياً: مما يسبب الفساد انعدام فرصة لضبط الفاسد متلبساً بالجرم.. وعدم المساءلة سببها غياب الشفافية الذي ينتج مثلاً عندما لا يقوم المسئولون في الخدمة العامة بابلاغ أو شرح اوضاعهم وممارساتهم وبالأخص الاحجام عن اعلان ثرواتهم ومنازلهم وسياراتهم. ثالثاً: التنفيذ الضعيف عندما تفشل أجهزة التنفيذ القانوني في فرض عقوبات على المسئولين الذين ينتهكون واجباتهم العامة. مثلاً: عندما يكون القضاة في كشف مرتبات الحزب الحاكم أو أن يكون هناك نقص في كوادر الشرطة لتنفيذ القانون. الفساد يعود كذلك إلى حوافز العاملين في الحكومة مثل كاتب مرتبه ضئيل أو الخوف من فقدان الوظائف.. فلذلك الكل يريد زيادة دخله بالرشاوى. في حالات اضطرارية فإن لدى الموظفين العموميين حافزاً قوياً لاداء مهامهم الرسمية وعلى هذا المفهوم يجمعون مرتباتهم من الرشاوى. رابعاً: ما يسبب الفساد ايضاً هو المواقف أو الظروف التي ترغم الناس على تجاهل القانون. الناس قد يحاولون الالتفاف حول القانون لسوء في حكومة يعتبرونها غير شرعية، الفقر أو شح السلع «مثل الدواء» يدفع الناس للعيش خارج نطاق القانون. الفساد لا يدور حول الاخلاقيات وحسب ولكنه حول كيفية انشاء وادارة الحكومة. الناس يقدمون الرشاوى لانهم يرغبون في الحصول على معاملة خاصة تميزهم عن غيرهم: لدفع ضرائب أقل أو الحصول على وظيفة أو ترقية أو للفوز في مناقصة عامة دون منافسة.. أو الحصول على معاملة خاصة وفي بعض الأحيان تعرض الرشاوى لتجنب الغرامة والسجن. موقع شايناديلي الإلكتروني يشرح بوضوح ان الناس كونهم يعرضون الرشوة ربما يكون اسهل وسيلة أو بالأحرى الوسيلة الوحيدة لكي يقضوا أغراضهم.. المواطن الذي يرى بعينيه ان السياسيين ورجال الشرطة والقضاة يغضون الطرف عن الفساد أو حتى ممارستهم له بأنفسهم.. لا بد ان يقتدي بهم.. وكلما تتسع دائرة الفساد فإنه يجد قبولاً أكثر في المجتمع حتى يصبح الفساد طريقة حياة عادية. المواطنون الذين يتلقون أجوراً بائسة يشعرون أن لا خيار لهم سوى الفساد. انهم يشعرون بضرورة المطالبة بالرشوة لكي يعيشوا هم ايضاً حياة مزدهرة. عندما يبتز الفاسدون الرشاوى من الآخرين او يدفعون رشاوى لكي يتميزوا عن غيرهم من سائر المواطنين مستعدون للسباحة ضد التيار. يقول الملك سليمان» لأن الحكم ضد الأفعال السيئة لا ينفذ بسرعة فإن قلب ابناء الرجال يصبح مهيئاً في دواخلهم لارتكاب الاثم». بسبب الأنانية يغض الفاسدون النظر عن المواطنين الذين يعانون من الفساد -الفاسدون يبررون الرشوة ببساطة بانتفاعهم بها. كلما زادت العوائد المادية التي يجمعها الفاسدون - أصبحوا جشعين أكثر بنفس القدر.. وفي هذا الصدد يقول سليمان «عاشق الفضة لن يرضى بالفضة وعاشق الثروة لن يرضى بالدخل» هذا صحيح الجشع ربما يكون حافزاً لاكتناز المال ولكن يتغاضى عن الفساد وعدم الشرعية. *عموم أفريقيا «Allafrica»