صقور «الشاهين» الموصوفة بسرعتها الفائقة وقوة جناحيها ومنقارها والمخلبين تشكل رمزاً للفخامة المجتمعية في «الخليج».. اذ يمتلكها الأمراء ووجهاء القوم وعليتهم يمارسون بها هواية «الصيد» و«القنيص».. ويتنافسون في امتلاك أشرسها وأسرعها ولا يمانعون في دفع المال الكثير لامتلاك طائر حجمه «ضئيلاً».. مطلع سبعينات القرن الماضى انتعشت تجارة «الشاهين» في السودان بعد انتعاش الاقتصاد الخليجي وسعيه للبحث لمكملات رفاهية الحياة، فعرفت «سنابك» الساحل الشرقي رحلات عبرت الى الخليج محملة بالبشر وصقور «الشاهين» التي تدر مالاً وفيراً لبائعها.. اثرياء عبروا الفقر بسرعة جناحي طائر دون ان ينتبه لذلك أحد.. غير ان الشرق الذى تكثر فيه «الغربان» تقل فيها صقور «الشاهين» و«الغربان» احضرها موظف هندي عمل في البحر الأحمر في العام 5491م ولم تكن من قبل ذلك من مصنفات الحياة البرية، تكاثرت ووصلت آلافاً لا تحصى ولا تعد.. والبداية «جوز» فقط! «الشاهين» ينتشر في ضهارى كردفان وشمال شرق سنار ومحمية الدندر ومع الحدود الاثيوبية حيث تنتشر المرتفعات التي يهواها.. يقول الصياد الطيب عريفي ان غالبية ممتلكيه قاموا بتربيته منذ صغره.. اذ ان اصطياده وترويضه للصيد أمر عسير، ويتخذ بعضاً من أهل كردفان تربيته كهواية مع الحمام الزاجل، وان لي خالاً يقوم بارسال مكاتباته لأهلاينا في ام درمان عن طريقه.. ووصف «الشاهين» بالشراسة في مقارعة خصومه «بشراً أو حيواناً» يهاجم العين ويفقأها في ثوان اذا ضايقته.. تصل اعداده في تلك المنطقة الى قرابة ال «05» ألف طائر.. ولا يزيد وزنه عن الكيلو ونصف الكيلو وحجمه لا يتجاوز «كف اليد» إلا قليلاً.. الصائدان «عثمان حسن» و«جلال عبدالله» من منطقة شيخ ود موسى بولاية سنار.. قالوا ان للشاهين مسميات محلية فالأهالى يعرفونه باسم «التلينق» وآخر باسم «الحميداني» على رأسه صلع.. ولكنه من صنف الشاهين، طريقة صيده عن طريق اضاءة «بطارية» معدة خصيصاً بتعديل اهلي لتكثف الاضاءة ويتم ذلك في دجى الليل حيث يبيت «الشاهين» كمجموعات في اشجار «السيال» المرتفعة.. فالشاهين يختار من الأماكن أعاليها قمم الجبال والأشجار المرتفعة.. حتى يأمن شر الناس ويأمنوه.. أسعار «الشاهين» بين المليون والخمسة ملايين.. ولكن تسويقه يتم دون اعلان.. كونه من المحميات البرية.. تربيته مكلفة.. ف «خالد» أتى ب «5» من عينته صغاراً من دولة افريقية مجاورة.. تكلفه «5.2» كيلو من اللحوم يومياً.. قال ان «الشاهين» «وقفن رقبتو عصاه» من الصرف حتى يشبعن لحماً.. في حين ان قوت أولاده في «تلتلة» ولكنه ملتزم بلحمهن فهن على حسب قوله «رزق» بجيب حقو ان صادف أحد «الخلايجة»..!