جلس بعضهم تحت ظل تلك الشجرة.. يراقبون الطريق بشارع النيل بالخرطوم.. في شىء من التحفز.. دقائق مضت حتى توقفت تلك السيارة بجانبهم.. لتنتفض اجسادهم في سرعة.. وتهرول نحو سائقها.. دقائق أخرى تمر.. حتى يعود بعضهم لجلسته التحفزية.. بينما يحمل احدهم دلواً فارغاً يتجه به نحو احدى المؤسسات المترامية على شارع النيل قبل ان يعود به ممتلئاً بالمياه.. التي يسكبها على جسد السيارة.. وشفتيه تطلقان صفيراً لاحدى الاغنيات الشبابية المتسيدة للساحة..ربما تكون تلك أبرز المشاهد التي يوقع عليها «غسالو» السيارات بشارع النيل.. لكن أغرب المشاهد هو الهجرة التي يمارسها أغلبهم بحثاً عن المياه في المؤسسات والأحياء المجاورة.. بالرغم من ان النيل لا يبعد سوى خطوات قلائل عنهم..«الريح محمد» أحد هؤلاء الغسالين.. أكد على تلك الممارسة الغريبة وأضاف ان السبب الرئيسى في هجرة وخصام «الغسالين» لمياه النيل يعود ل «غباشة» المياه في بعض الأحيان.. والخوف من «الهدام» في احايين كثيرة.. ويقول انه يقوم بغسل «3-4» سيارات في اليوم وفي بعض الأحيان لا يجد أية سيارة فيضطر لاستلاف نقود المواصلات من اصدقائه.. وعن اسعار غسيل السيارات يقول «الريح»: ان الاسعار تخضع حسب ذوق صاحب السيارة.. فالفارهة لها نظرتها لديهم والقديمة كذلك..بينما يذهب «عبدالرحمن عثمان» الى الاشارة لصعوبة عملهم.. خصوصاً في أيام الشتاء.