خبر «مؤلم» بلغني عبر الهاتف من أحد الاباء بحلفاالجديدة.. الخبر يقول: (تم طرد قرابة الخمسمائة تلميذ وتلميذة من مدرسة «بدير» لمرحلة الأساس ، بالقرية «3»، محلية حلفاالجديدة، صباح الخميس الموافق 17/12/2009، لعدم إلتزامهم بسداد المساهمة السنوية للمدرسة المفروضة من مجلس الآباء، والبالغ قدرها «عشرون» جنيهاً لكل تلميذ وتلميذة». الخبر خطير.. خطير لأنه يدمر مفهوم العملية التعليمية والتربوية في مفهوم هؤلاء التلاميذ الصغار، وينسف توجيهات الدولة، ووزارة التربية والتعليم الإتحادية، والسياسة التعليمية بعدم طرد أي تلميذ من المدرسة بسبب المساهمات المفروضة من مجالس الآباء.. .. ولأن عدد التلاميذ والتلميذات المطرودين كبير تشككت لوهلة في حقيقة هذا «الطرد الجماعي» لتلاميذ وتلميذات مدرسة «بدير» بالقرية «3»، حلفاالجديدة، فإتصلت بأحد أعضاء مجلس الآباء هناك، والمفاجأة انه لم ينكر ، بل أكد واقعة الطرد، جملة وتفصيلا، للأسف، مشيراً إلى أن المدرستين تضمان حوالي «500» تلميذ وتلميذة، لم يسدد منهم المساهمة السنوية البالغة «عشرون» جنيهاً سوى «39» فقط، «19» تلميذا، و«20» تلميذة، بينما تم طرد «461» من المدرسة، وحتى التلاميذ ال «39» الذين سددوا المساهمة لم ينتظموا في الدراسة ذلك اليوم بسبب طرد أغلبية زملائهم. أحد أولياء أمور التلاميذ قال لي إنه اتصل عقب واقعة الطرد الجماعي بكبير الموجهين بإدارة تعليم مرحلة الأساس، محلية حلفاالجديدة، وأبلغه بقرار الطرد فرد عليه: «أمهلناكم «7» شهور لسداد المساهمة.. فلماذا لم تلتزموا بسدادها؟» وللعلم «الطرد الجماعي تم بالتنسيق بين إدارة المدرسة المذكورة، ومجلس الآباء الأعلى الذي فرض المساهمة «فرضاً»، رغم علمنا أن المجلس التشريعي بولاية كسلا أصدر قراراً صريحاً بعدم طرد أي تلميذ بسبب المساهمة المفروضة من جانب مجلس الآباء، منبهاً أنها «مساهمة» وليست «رسوماً»، وانها «طوعية» ، وليست «الزامية»، «حضرة المسئول» نبهت وكشفت حالات طرد وجلد عديدة للتلاميذ بسبب عدم مقدرة آبائهم الفقراء سداد المساهمات المدرسية التي يقال انها تستخدم لتسيير المدارس، لكن لا حياة لمن تنادي حتى تفاجأنا بهذا الطرد الجماعي لتلاميذ وتلميذات مدرسة «بدير» بالقرية «3» بحلفاالجديدة.. الطرد أسلوب مرفوض مرفوض.. أين وزارة التعليم الاتحادية، والوزارات الولائية من هذه الجبايات التعليمية القهرية؟ ولماذا تقف إدارة التعليم بولاية كسلا موقف المتفرج فيما يحدث من حالات طرد للتلاميذ بسبب ما يعرف بالمساهمة؟ وإذا صح إنها منحت مجالس الآباء صلاحية طرد التلاميذ وإغلاق المدارس، فلنترك إذن إدارة أمور المدارس لمجالس الآباء؟.. سؤال أخير: من يعوض أكثر من «400» تلميذ وتلميذة عن هذا اليوم الدراسي الضائع؟!!.. ونكرر ونعيد ونؤكد ان ما يطالب به مجالس آباء بعض المدارس في كل الولايات «جبايات» وليست «مساهمات»، ذلك أن المساهمات إختيارية، أما الجبايات فهي اجبارية وتحصل «كسر رقبة» من التلاميذ.