لن ينجح الهلال والمريخ حتى لو سَجّلا «ميسي» والحضري أرجو أن تستغربوا وتندهشوا معي في بلد كالسودان العظيم: «1» شعبه حتى الذين تحت خطر الفقر.. ويكملون نومهم «كحة» يحرمون انفسهم وابناءهم من الطعام والشراب ليوفروا ثمن تذكرة هلال مريخ. «2» بلد كالسودان فيه كم هائل من الصحف الرياضية تفرش كل ميدان «جاكس» والطرق المسفلتة وغير المسفلتة.. تنقل أخبار كرة القدم اللعبة الوحيدة وليس في إدارات تلك الصحف «متخصص» واحد يقول للبقية «المسوا راسكم». «3» بلد كالسودان ليس فيه لاعب كرة قدم واحد عبر البحر الابيض المتوسط ليقول «انا سوداني» ومن عبر البحر الاحمر للعب هناك عاد أدراجه دون ان يقترن اسمه بالسودان نجاحاً ومفخرة. «4» بلد يصل فيه فريقا المقدمة «هلال مريخ» بمرات محسوبة على اصابع اليد الى مراحل متقدمة من المنافسات القارية وتعود بالحسرة والندم واعلامها يطبل لها ويستقبلها في المطار. «5» بلد يصل ابناؤه الى قمم الاجهزة المتخصصة في كرة القدم على مستوى العالم - الفيفا، والاتحاد الافريقي والاتحاد العربي، ويعودون ليتحدثوا عن كنا وكان، وهم دائماً مشدودون الى الفعل الماضي المبني على الفتح ونحن الذين سنظل اصحاب لا محل من الاعراب الكروي الاقليمي دعك عن العالمي. «6» اواصل الاندهاش والاستغراب واقول ان كثيرا من قادة الرياضة والذين عملوا بها وبعضهم حتى الآن مثل د. شداد وغيرهم اذكر منهم: محمد الشيخ مدني وعصام الحاج وامين زكي وغيرهم كلهم هجروا الاندية الآن خاصة الهلال والمريخ ولجأوا الى اعمال اخرى هل عجزوا عن الاصلاح او ماذا يا ترى.. انني اندهش عن السفير على قاقارين حتى يحكي عن كنا وكان وهو مدرس اصلاً.. وقد عمل بادارة الهلال فماذا فعل.. وعمل عصام الحاج بادارة المريخ فماذا فعل؟ عزيزي عبد المجيد اعود بك الى عنوان الكلام واجمل القول ان كل الاجانب الذين وفدوا للعب في السودان جنّسناهم او لم نجنسهم لن يحصدوا منا الا الندامة على الحضور، فلا يخدعك لقاء الجماهير بهم في المطار وحملهم على الاعناق.. فالجماهير مغشوشة ومخدوعة وسيحملون يوماً على الاعناق كنعوش كروية فاشلة.. لا لانهم فاشلون اصلاً، ولكن لأن اللاعب السوداني غيور وحاسد وداهية وجاهل بقوانين الاحتراف ومنغلق ولا يعرف غير لغة أم درمان أو بحري أو الخرطوم ولكل مدينة من هذه المدن لغتها وقاموس كلماتها. - ثم انه لاعب ربما يكون «فاقد تربوي» لم ينل من الثقافة سوى توسيع اسمه في كشف المباراة. - ان اعلامنا الرياضي له قاموس لفظي «قبيح» مثل «ماسورة وحمام ميت» حتى اصبحنا نخاف على دخول صحفهم الى المدارس والبيوت. - لذلك ما لم تثقف ادارات الاندية فاقدها التربوي من اللاعبين وما لم يخصص الاعلام الرياضي كتابة «القعونج» كما قال شداد فلن ينجح ولن ينجح عصام الحضري في هلال مريخ. اخوك: نابرى - جبرة شكراً أخي فقد صدقت في كل حرف كتبته في هذه الرسالة التي اتمنى ان يستفيد منها الجميع.