قلل خبراء اقتصاديون من تأثير انسحاب مجموعة الشركات الامريكية التي باعت حصصها في بعض شركات الطاقة الآسيوية بسبب مخاوف بشأن حقوق الانسان، وقال الخبراء ان مجموعة «تي. آي. إيه. إيه. سي. ار. اي. اف» لا تمثل ثقلاً اقتصادياً في مجموعة الاصول في شركات «سي. ان، بي.سي» من جمهورية هونج كونج وشركة نيروتشابنا الفنية ومؤسسة النفط والغاز الطبيعي الهندية ويرى البعض ان انسحابها لا يمثل الا تكريس اهداف مجموعات الضغط الامريكية المعادية للسودان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ويقول د. بابكر محمد توم الخبير الاقتصادي ونائب رئىس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني ان انسحاب مجموعة الشركات الأجنبية لا يمثل أي جديد. واضاف توم في حديثه ل «الرأي العام» ان المجموعات المعادية للسودان درجت منذ فترة ليست بالقصيرة وحتى قبل ازمة دارفور بادعاءات مختلفة مثل حقوق الانسان، وأشار إلى ان مجموعة الضغط استطاعت تضخيم الازمة في دارفور لخدمة اجندتها، والتي تتعارض مع مصالح السودان ووصف بابكر مجموعات الضغط بالمحصورة في نطاق الجامعات والافراد، وقال ان ذلك لن يؤثر على الشركات العاملة في مجال النفط وأضاف ان بيع الاسهم مسألة عادية في بورصات الشركات فكل فرد يمكن ان يمتلك أسهماً ويبيعها إلا ان المجموعات المعادية. عمدت إلى اعطائها غطاء سياسي. واستبعد د. بابكر تأثير ذلك على سير المفاوضات الجارية لرفع العقوبات الاقتصادية على السودان وأشار إلى ان ما تم يمكن ان يكون لصالح السودان لعودة حجم اكبر من أسهم الشركات الامريكية إلى الشركات والمجموعات الآسيوية. وكانت مجموعة الشركات الآسيوية التي تبلغ اصولها «204» مليارات دولار عبرت عن قلقها من تداعيات الأمر إلا أنها قالت ان نشاطها سيستمر في السودان حيث صرح حينها د. س شارما رئىس مجلس الادارة للمؤسسة ان قرار المجموعة الامريكية لن يؤثر على قرارهم في الاستثمار في السودان وقال المتحدث باسم شركات سيوبك ان المستثمرين يتخذون قراراتهم بعقلانية فإذا باع البعض أسهمه سيشتري أخرون. وفي نفس الاتجاه يرى هجو قسم السيد نائب رئيس اللجنة العامة بالمجلس الوطني ان بيع المجموعة الامريكية لاسهمها ليس له تأثير كبير على الشركات والمؤسسات الآسيوية العاملة في مجال النفط، واضاف هجو ل «الرأي العام» ان اموال المجموعة فقط «06» مليون دولار من جملة أصول مالية تصل إلى «204» مليار دولار وبالمقارنة فالنسبة ضعيفة جداً، وأشار إلى ان هناك تجربة من قبل اثبتت عدم التأثير بانسحاب الشركة الكندية لشركات التعدين الأخرى وأوضح هجو ان عمل الشركات الآسيوية العاملة في تنقيب النفط بالسودان لن تتأثر بالضغوط الامريكية مشيراً إلى أنها تعمل بصورة مستقلة وقلل من ان يشكل ذلك على الشركات العاملة أو التي لديها الرغبة في العمل سوآء كانت آسيوية أو أوروبية وقال ان غالب الشركات الأوروبية العاملة في هذا القطاع عامل في مجال الاسبيرات والمعدات وليس الاستكشاف والتنقيب.