ظَلّ الاتحاد الدولي لكرة القدم ينادي بضرورة تطبيق اللعب النظيف، ويشدد في العقوبات بإصدار قوانين في ذلك وينبِّه الحكام على ضرورة حماية اللاعبين خاصة الموهوبين بعد ان تعددت حلات الاصابات التي ادى معظمها الى اعتزال لاعبين متميزين. وأصدر الاتحاد السوداني لكرة القدم توجيهاته للحكام ومراقبي المباريات بمراقبة اللاعبين ومحاسبتهم حتى في الحالات التي تفوت على الحكم ومساعديه كما هو الحال في كل الاتحادات الوطنية وعلى رأسها الاتحادات الاوروبية التي تستعين بأشرطة التلفزيون لمعاقبة اللاعبين، واعلن الاتحاد السوداني عن مضاعفة العقوبة على أي لاعب يعتدي على زميله. وأمس كان الثمن غالياً بعد أن سقط نجم المريخ وهدّافه إيداهور وفارق الحياة بعد تعرضه للعبة خشنة دون كرة نُقل على إثرها إلى المستشفى، لكن كان قضاء الله أسرع بعد أن فارق الحياة وهذه إرادة الله في حادثة لم تشهدها ملاعبنا من قبل منذ أن دخلت كرة القدم الى السودان. سقط ايداهور شهيداً وفارق الحياة تاركاً جرحاً غائراً في قلوب جمهور المريخ الذي عرفه لاعباً متميزاً في الاداء وهدافاً يجيد الوصول الى شباك الخصوم وأسعدها بأهدافه الرائعة، وأسعدها وهو يقود الفريق من انتصارٍ الى انتصارٍ على المستويين الافريقي والمحلي. ايداهور لاعب خلوق احبه كل الناس الذين عرفوه كإنسان نبيل ومتعاون مع زملائه ومحبوب بينهم بعد ان قضى في المريخ قرابة الخمس سنوات كان خلالها وفياً ومحباً للشعار، باذلاً الجهد والعرق في سبيل رفعته. كان قدر ايداهور أن يسقط في الملعب وهو يقاتل في سبيل المريخ وكان الأخطر في المباراة بعد أن سدد العديد من الكرات الخطيرة على المرمى وكان له دور كبير في صعود الفريق الى الدور الاول لدوري ابطال افريقيا الذي عرفه هدافاً ومنافساً، ولهذا بكاه الجميع وانهاروا بعد ان وصلهم الخبر المفجع وتداعوا الى المستشفى لمعرفة الاخبار وكاد الجمهور يلغي المباراة بعد سقوطه مباشرةً. صحيح ان الاحتكاك يحدث عادياً بين اللاعبين ولكنه لا يصل الى مرحلة العنف الشديد الذي يؤدي الى الاصابة والموت. ايداهور جرح جديد في جسد المريخ الذي كان قدره ان يفقد اهم لاعبيه وهو مقبل على مشواره الافريقي والمحلي ويحتاج الآن لوقت طويل ليسترد اللاعبون وعيهم وتركيزهم. إننا لا نملك غير ان نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) والعزاء لأسرة اللاعب بنيجيريا وزوجته المكلومة ولاسرة نادي المريخ مجلس ادارة وجمهوراً ولكل الرياضيين لأنه جزء من اسرة الرياضة. ونرجو ان يحتكم الجميع الى صوت العقل دون ان تزيد الجراح ولننتظر رأي أسرته. وما حدث لايداهور درس يجب أن يستفيد منه الاتحاد في تنظيم المباريات بضرورة وجود طبيب مختص لسرعة الإسعاف، ومع إيماننا بالقدر إلا أن عدم وجود طبيب مختص كان لها دور في الوفاة مع ضرورة ان تكون هناك وحدات طبية متكاملة في الاستادات.