بعد عامين على القمة الهندية الافريقية للتعاون انطلقت فى العاصمة الهندية نيودلهى خطة عمل طموحة تؤطر للتعاون الوثيق بين الجانبين خصوصاً فى المجالات الاقتصادية والزراعية على نحو خاص،وتعهدت الهند خلال احتفال خاص بمرور عامين على قمة منتدى التعاون الافريقى الهندى بزيادة مؤسساتها التدريبة التى تستوعب الكوادر الافريقية لرفع القدرات فى مجالات التجارة الخارجية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات، خطة العمل التى اطلقت فى نيودلهى نهاية الاسبوع المنصرم بحضور وفد من مفوضية الاتحاد الافريقى تهدف الى تنفيذ مقررات قمة منتدى التعاون الافريقى الهندى التى عقدت فى نيو دلهى ابريل من العام 2008 وفصلت الخطة استراتيجية التعاطى الثنائى خلال الأعوام الأربعة المقبلة ورسمت خارطة طريق للقمة المقبلة التى يزمع انعقادها العام القادم. وصف فيفيك كاتزو سكرتير وزارة الخارجية الهندية الخطة بانها مهمة لزيادة زخم الانخراط الافريقى الهندى فى شراكة تنموية وفصل فى حديث لموقع (انديا افريكا كونكت) اهم مجالات الشراكة ومن ابرزها تدريب الكوادر الافريقية فى المعاهد الهندية فى تقنية المعلومات وإدارة اسواق المال والصحة والنقل والسياحة واستئصال الفقر والامن والسلام . من جانبه رحب جاك ألفريد مندوب الكمرون بالاتحاد الافريقى عضو وفد الاتحاد الى نيو دلهى بخطة العمل وعبر عن استعداد القارة الافريقة للعب دورها فى هذه الشراكة القائمة على مشاريع تنموية. وشهدت السنوات القليلة الماضية تصاعداً فى مستوى التعاون الافريقى الهندى فى المجالات السياسية والاقتصادية ، فالمبادلات التجارية بين القارة الافريقية وشبه القارة الهندية التى كانت فى العام 2001 تقدر بخمسة بلايين دولار امريكى ارتفعت الى 30 بليوناً فى العام 2007 ووصلت اليوم الى حوالى 40 بليون دولار ، وكانت الهند قد تعهدت فى القمة الافريقية الهندية بمضاعفة مستوى التجارة فى غضون خمس سنوات. جهود دبلوماسية مكثفة تبذلها الهند لأجل تعزيز ارتباطاتها مع الدول الأفريقية لاسيما بعد أن عمدت الهند خلال السنوات الماضية إلى الاعتماد بشكل اكبر على أفريقيا كمصدر للطاقة وكأرضية جاذبة للاستثمارات الهندية في الخارج وفي ذات الإطار تشهد الساحة السياسية بين الهند وأفريقيا حراكاً قوياً من ابرز ملامحه الزيارات رفيعة المستوى بين كبار المسئولين والقادة الهنود والأفارقة والتي كان آخرها الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الهندي الدكتور حامد أنصاري إلى عدد من الدول الأفريقية. وتبدى الهند اهتماماً كبيراً بتطوير مستوى الشراكة مع افريقيا من خلال وقبل اعلان خطة العمل الطموحة وشهدت نيودلهى سنماراً علمياً بعنوان: (الهند وأفريقيا: شراكة في الأفق) من تنظيم رابطة الدراسات الأفريقية في الهند ومجموعة مورتي بهاوان ورابطة دراسات المحيط الهندي، وزير الدولة بالخارجية الهندية شاشي ترور الذى خاطب السمنار اراد ان يبعث برسائل عدة الى الاصوات الاعلامية التى ربطت اخيراً بين الانخراط الهندى النشط مع افريقيا والتنافس مع الدول الاخرى ولاسيما الصين على نفوذ فى القارة وقال شاشى ترور : الهند ليست فى تنافس مع احد فى افريقيا ، علاقتنا مع افريقيا تقوم بدفع ذاتى من الروابط التاريخية بيننا، واضاف ان احتياجات افريقية التنموية كبيرة وتتطلب مشاركة جميع الدول . وعلى الرغم من كونها دولة نامية آثرت الهند على نفسها وخصصت موارد مقدرة لبرامج التعاون التنموى مع افريقيا وحتى فى العقود الاولى بعد الاستقلال قدمت الهند قروضاً تنموية بشروط ميسرة للدول الافريقية بلغت 3 مليارات دولار. وتتعاون الهند مع افريقيا بشكل لافت فى مجال تسخير الطاقات البشرية من خلال التدريب من أجل قضية أفريقيا المحورية وهى تحقيق التقدم والتنمية، ولدى الهند مبادرات لردم الفجوة الرقمية بين افريقيا والعالم الاول من خلال مبادرة (تشبيك افريقيا إلكترونيا) التى اطلقت فى العام 2007 ومن ذلك التاريخ ظلت مراكز التدريب فى الهند تستقبل سنوياً حوالى (1.600 ) متدرب وتم انشاء (26) مركزاً خاصاً بالتدريب وتكاملت (29 ) مستشفا افريقيا مع مستشفيات وجامعات هندية متخصصة تتبادل الخبرات والمعلومات وتمارس التطبيب عن بعد. والاهتمام ببناء القدرات والتدريب الذى توفره الهند لافريقيا على نحو غير مسبوق من الدول الاخرى ذات الارتباط والشراكة مع افريقيا ، ليس طريقاً باتجاه واحد، وقال وزير الخارجية الهندى ان واحدة من السمات الرئيسية لشراكتنا المستمرة مع افريقيا تكمن في تقاسم الخبرات وأفضل الممارسات التنموية، وبناء القدرات وتنمية الموارد البشرية، وان الهند وافريقيا ملتزمتان بتبادل الخبرات.