احتفلت الكنائس الشرقية الارثوذكسية الأقباط والاثيوبيون بأعياد القيامة وسط مظاهر من المحبة والتسامح الديني شاركهم فيها لفيف من القيادات التنفيذية والأسر السودانية، كان احتفال كنيسة الشهيدين بالعمارات استثنائياً حيث دقت الأجراس للصلاة في تمام التاسعة بعد أن تزين المكان بأضواء الشموع وسمعت الترانيم على امتداد شارع (15)، وقاد الصلوات الأب فيليوثاوس فرج. انتظم أطفال الكورال في مشهد رائع وبدأوا يرددون ترنيمة النداء وأقيم مشهد درامي قصير في المحراب يحكي عن جلال تلك اللحظة. كان أداء الصبايا الصغيرات وهن يحملن أكاليل الغار والمجامر والشموع لافتاً ومؤثراً يجاوبه صوت «الأورغان» الكنسي وامتدت ترنيمة الصوت الذهبي بيشاي «ارستوتا» لتعلن الصلوات نهاية الصوم وتبادل التهاني والفرح وسط حضور غامر للأطفال والآباء والأمهات. في أم درمان اسرجت القناديل في المسالمة وفي شارع الشنقيطي وفي أبراج كنيسة القديس جرجس وماري مينا، وفي الخرطوم كنيسة العذراء والكنيسة الأثيوبية بالخرطوم (2)، يسبق صلوات عيد القيامة الصيام عن كل من له روح، وتجوّز بعض المعتقدات في الكنيسة المصرية تناول السمك قبيل صيام الميلاد وهو صيام يختلف عن عيد القيامة الذي يقتصر فيه الصوم على تناول البقوليات والخضار وبعض الارثوذكس يفضلون الزيوت النباتية في طهي الطعام. البيت والعيد تقتضي تقاليد عيد القيامة أن يشيع رب الأسرة الفرح في نفوس العائلة لا سيما الأطفال وكانت المأثورات القبطية القديمة تلزم الزوج بكسوة زوجته لباساً جديداً بمناسبة العيد كذلك الأطفال. ويتبادل الجيران الهدايا من الأطعمة المعدة في المنزل لا سيما الحلوى والكعك والمعجنات وأنواع المخلل الصيامي ويتم تناوله بعد الفطر لأن الأطعمة الصيامية فيها بركة وخير كثير للأسرة وقد امتزجت هذه العادات الشرقية بالثقافة السودانية فيقدم التمر والفول السوداني ويشترك السودانيون الأقباط مع جيرانهم في ذات المائدة. عودة المسافرين يعتبر هذا العيد عند الشرقيين بالذات موسماً لعودة المهاجرين والتئام شمل الأسرة وقد شهدت الأسابيع القليلة قبل العيد عودة أعداد كبيرة منهم من المهاجر البعيدة أوروبا، كندا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا، كما يعد العيد مناسبة طيبة لمناقشة الهموم والقضايا الأسرية وهو عيد للأمهات يفرحن فيه بالأبناء والاحفاد ويقدم الأبناء الهدايا للأمهات في هذا اليوم.