بعد الاهتمام المتزايد الذي أولته الدولة لقطاع الصادرات غير البترولية باعتبارها المخرج الحقيقي للاقتصاد السوداني من الأزمات في المستقبل، خاصة بعد الأحاديث عن نضوب البترول في السنوات العشر المقبلة، في وقت بذلت فيه وزارة الثروة الحيوانية جهوداً مقدرة لتطوير القطاع والعمل على مكافحة الأمراض كافة التي أدت الى تراجعه في السنوات الماضية، وبفضلها بدأ القطاع لا سيما في العامين الماضيين في استعادة عافيته تدريجياً، بل إن الثروة الحيوانية بالبلاد أضحت قبلة لكثير من الدول العربية والآسيوية نتيجة لسمعتها الجيدة في الأسواق، لذلك تقدمت بعض الدول العربية خلال هذا العام بطلبات عديدة لاستيراد الماشية السودانية بأنواعها كافة بعد أن فقدت هذه الدول الثقة في الأسواق الخارجية نتيجة إرتفاع أسعار اللحوم عالمياً مما انعكس ذلك بدوره على قطاع الماشية، وقد حققت الوزارة عائداً مادياً جيداً من وراء تصدير الحيوانات بأنواعها المختلفة تجاوز ال (260) مليون دولار من جملة تصدير (750) ألف رأس هذا العام، حيث تم تصدير أكثر من (3.770) رأساً من الضأن المذبوح للأردن، فيما تم تصدير (200) ألف رأس من الماشية لماليزيا، و(800) رأس من الأبقار الحية و(3) أطنان من اللحوم المذبوحة الى مصر كمرحلة أولى، بجانب (300) ألف رأس للكويت، فضلاً عن تلقي الوزارة لطلبات تصدير من ذات هذه الدول بجانب العراق. ويرجع د. محمد عبد الرازق عبد العزيز - وكيل الثروة الحيوانية - تزايد الطلب على القطاع وإرتفاع حجم الصادرات الى تضافر الجهود كافة والتعاون المستمر الذي ظلت تقدمه الدولة للقطاع لجهة تحقيق الأهداف المطلوبة. وأكد د. محمد عبد الرازق في حديثه ل (الرأي العام) ان وزارته عمدت خلال هذا العام الى الارتقاء بالصادر ومكافحة وإستئصال جميع الأمراض التي كانت قد ضربت القطاع في الأعوام الماضية، مؤكداً ان تلقي الوزارة لطلبات التصدير من الدول العربية يدحض الاشاعات التي تطلق حول اصابة الماشية السودانية بالأمراض، وتوقع وكيل الثروة الحيوانية تلقي الوزارة لمزيد من الطلبات من الدول بخصوص الصادر.